أبو عريضة يتذكر الزمن الجميل للرياضة المدرسية
كتب : د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – بعد خدمة ممتعة في ثانوية معاوية في الزرقاء امتدادا لعملي في ثانوية الامير حسن في اربد والذي بدأ في عام 1969,انتقلت إلى كلية الحسين في العاصمة عمان في مثل الشهر من عام 1973 وخلال حرب اكتوبر المجيدة , واطلق على هذه الثانوية مسمى الكلية،والتي تأسست في عام 1949 ،وكانت من المدارس المتميزة في كل الميادين ،والخدمة فيها لها خصوصية لانها كانت ملتقى النخب من الطلبة والاستاذة ،حيث كانت في تلك الفترة للفرع العلمي فقط ، ومن خريجي الكلية في تلك الفترة من اصبحوا وزراء ونوابا وقادة في العمل العام ووصلوا الى اعلى المراتب الوظيفة والمهن الطبية والتربوية وغيرها، وتسلمت العمل فيها خلفا للاستاذ والرياضي والاعلامي الكبير المرحوم باذنه تعالى نظمي السعيد والذي عمل فيها فترة زمنية طويلة تقترب من خمسة عشر عاما قدم فيها الكثير للرياضة الاردنية على كافة الصعد الفنية والإدارية ،قبل انتقاله للعمل في الاذاعة الاردنية للاشراف على البرامج الرياضية .
وللخدمة في كلية الحسين نكهة خاصة ،فكانت مقرا للجنة الرياضية المدرسية لمحافظة العاصمة ،ويتولى مدرس التربية الرياضية فيها امانة سر اللجنة ،ومنها دخلت لاول مرة إلى عالم الاتحادات الرياضية وتحديدا امينا لسر الاتحاد الاردني لالعاب القوى، والذي كان مقره اضافة الى معظم الاتحادات الرياضية بالقرب من الدوار الثالث بجبل عمان, ومن الاعباء الاضافية في الخدمة ان ملعب كلية الحسين والذي قد يكون من الملاعب القليلة في العاصمة ، وكان مكانا لتديب فرق اندية العاصمة ،ومقرا رئيسيا لإقامة البطولات المدرسية وللفرق الشعبية، والتي كانت منتشرة في تلك الحقبة في العاصمة عمان ، مما كان على مدرس التربية الرياضية الدوام طوال الاسبوع لفترات متاخرة بما فيه يوم الجمعة ،وكان المعلمون في الكلية يتابعون الفرق الرياضية للكلية بشغف واهتمام بالغ .
وكانت الاسرة التربوية فيها من النخب التربوية في المحافظة والمملكة، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتور خالد الكركي مدرسا للغة العربية والذي كان يلتقي الطلبة يوميا في طابور الصباح باتسامته واناقته المعهودة واشعاره وكلماته التي كانت بمثابة دروس في الادب ،وكاننا في برنامج اذاعي من محطات ادبية راقية ،وكنت استمتع بها لانني كنت الشريك الرئيسي في ادارة وتنظيم طابور الصباح والطوابير اليومية اللاحقة ،وعذرا لبقية الزملاء الكرام والذين خدمت بمعيتهم في تلك الفترة ،ولحسن الحظ واستكمالا لدور المدرس الذي افنى زهرة شبابه في كلية الحسين المرحوم نظمي السعيد احرزت فرق الكلية معظم بطولات المحافظة في الألعاب الجماعية والفردية في تلك الفترة وكان الطلبة الذين يمثلون الكلية في البطولات الرياضية من ابرز الرياضيين ولعبوا للاندية رغم صغر سنهم ،ومكثت فيها عامين من امتع مراحل العمل في المدارس الثانوية ،وكانت المحطة الاخيرة في المدارس في الاردن ، قبل الانتقال إلى العمل في مدارس الدوحة بقطر لخمس سنوات ،ومن ثم إلى جامعة اليرموك واستكمالا المحطات اللاحقة بعد الحصول على الدرجات الجامعية للماجستير والدكتوراة تهميدا للعمل الاكاديمي ,وللحديث بقية.
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك