أبو عريضة يكتب…مباراة كرة القدم وسيلة لتربية النشء على الفضيلة
كتب : د. فايز أبو عريضة
عندما يذهب الفرد مع اطفاله وعائلته احيانا لحضور مباراة في كرة قدم او غيرها، فان الهدف بالأساس هو لقضاء وقت الفراغ الذي يعود ايجابيا عليه وعلى افراد اسرته او اصدقائه، ويتمتعون بفنون اللعبة ومهاراتها ،ومنهم من يستمتعون باهازيج الجماهير الراقية وطريق التشجيع الحضارية ،وقد تكون المشاهدة حافزا للصغار للمارسة كرة القدم وتقليد النجوم في فنونهم الكروية،. وعلى اتحاد كرة القدم ولجانه العاملة ان تستغل مثل هذه التجمعات لنشر ثقافة كروية وسلوكية وانسانية قبيل المباراة وما بين الشوطين ، وذلك بعرض افلام وفيديوهات تحث على العمل التطوعي والنظافة العامة في الشوارع ومساعدة المحتاجين واحترام قوانين المرور وغيرها من السلوكيات المرغوبة ،واقامة مسابقات ثقافية ورياضية للحضور ،وتوزيع الهدايا والجوائز للفائزين، وعرض انجازات وطنية وتاريخية والكثير الكثير من الفعاليات التي تعود بالنفع على المجتمع ،وفي المقابل هناك فئة قليلة ضالة توظف هذه المناسبات لبث سموم الكراهية، واعتبارها ميدانيا خصبا للصراع وشتم المنافسين في الملعب والمدرجات والشوارع ،وتوتير الأجواء وتخريب الممتلكات وخدش الحياء والذوق العام بالفاظ نابية وبذيئة تنفر الحضور وخاصة العائلات التي كانت تعج بها المدرجات في سهرات ليلية جميلة مما افقد اللعبة جماهير محترمة وواعية، واصبحت مسرحا لبعض اصحاب السوابق والخارجين على القانون ومتعاطي المخدرات ،وقدوصلت بعض هذه السلوكيات الى بعض المسؤلين في الاندية ،والذين يفترض ان يكونوا قدوة لغيرهم في التسامح والترفع عن الصغائر والالتزام بالتعليمات ،لذلك على الاتحاد ان لا يتهاون على من يخرج على القانون من اللاعبين والمدربين والاداريين في الفاظه وسلوكه ،لان الشرارة تبدأ من عندهم وتنتقل بسرعة البرق الى المدرجات والشوارع ،ويشعلها الاعلام الغير ملتزم والمواقع والمنصات الرقمية لهواة الشتم والردح دون ادنى مسؤولية قانونية او اخلاقية ،ولذلك علينا مسؤولية مشتركة كل في موقعة في لجم هذه الاصوات في مجتمعنا الطيب ،وان يفهم الجميع انها مجرد مباراة في كرة القدم بين مجموعة من اللاعبين الذين قد يتبادلون الادوار كاصدقاء في تلك الاندية ويلعبون معا في المنتخب الوطني ،وليست موقعة داحس والغبراء ،والله المستعان .
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك
**الصورة (تعبيرية)