الأندية لا تقرأ ورق !
سمير جنكات
كان يا ما كان في قديم الزمان، إتحاد يتولى بيع بطاقات دخول المباريات، ثم يتولى توزيع الريع على النوادي بمعرفته بعد أن يقتطع نصيبه !
حدث أن نشبت أزمة بين الوحدات والإتحاد والفيصلي، فهدد الوحدات بخوض مباراته أمام الفيصلي بفريق الناشئين، الأمر الذي يعني (إنخساف) الريع. والحقيقة فإنني نسيت كيف عالج الإتحاد القضية في حينه، لكنه أضاف لتعليمات بطولاته في الموسم التالي بعقوبات مغلظة إن أشرك أي فريق عدداً أكثر من المسموح به من الفئات العمرية مع الفريق الأول، مع أن المنطق يتيح لكل نادٍ إشراك ما طاب له من الواعدين فهو الذي يتحمل نتائج قراره، ما لم يثبت أنه تلاعب بالنتيجة لصالح طرف ثالث.
وقبل سنوات أيضاً، حرم الإتحاد النوادي من التعاقد مع حراس مرمى من خارج الأردن، بداعي تشجيعه على رعاية الحراس المحليين ورفد المنتخب الوطني، ثم أقر الإحتراف وبقي الحظر على الحارس غير الأردني ! وعلى النادي أن يشارك في مسابقات قارية دون أن تتاح له فرصة مكافئة لفرص النوادي المنافسة.
الآن، يحظر الإتحاد على فرق النوادي إشراك لاعبين من الفئات ما لم تمر ثلاثة أيام على مشاركتهم مع فئتهم، حفاظاً على سلامتهم. عن أي سلامة يتحدثون وكيف يمكن تحديد قدرات اللاعبين الشباب؟ ونحن نرى أبناء ١٨ عاماً يبدعون في بطولات الأندية الأوروبية ثم يخوضون مباريات مسابقاتهم المحلية في غضون ثلاثة أيام، أي أنهم يخوضون ثلاث مباريات عالية المستوى في غضون أسبوع واحد. لا تقولوا احترافهم غير، تذكّروا أننا نتحدث عن يافعين بأعمار ١٧ و ١٨ و ١٩ وليس عن محترفين عتاة.
أنا هنا لا أنتقد قرار تخسير الحسين تحديداً لمباراته أمام الجليل، لأنني لم أطّلع على التعليمات والعقوبات. لكنها دعوة لأن تلتفت لجان الإتحاد لنصوص تعليمات المسابقات، وتضع في حسبانها غايات كل مادة وفلسفتها قبل إقرارها.
(بالمناسبة؛ النوادي لا تقرأ ورق، فلا تعولوا عليها).
*مدير الدائرة الرياضية السابق في جريدة الرأي