عودة ميمونة وآمنة
تيسير محمود العميري
تعود اليوم النشاطات الرياضية بمختلف أشكالها، سواء كانت إدارية أو تدريبات منتخبات وطنية أو مسابقات رسمية، بعد فترة توقف قسرية دامت أسبوعين، نتيجة حدوث إصابات بفيروس “كورونا” بين عاملين في اللجنة الأولمبية أو لاعبين وإداريين بفريق الفيصلي.
تعود عجلة الرياضة للدوران وسط إجراءات صحية وبروتوكول تم تعديله، يفرض مزيدا من الضوابط الصحية، ويتطلب حرصا وجدية من الجميع لتنفيذ مضمونه، تحسبا من حدوث إصابات جديدة تؤدي إلى توقف تلك النشاطات مجددا، وتراعي الوضع الوبائي حاليا بعد تصاعد وتيرة الإصابات بالفيروس، وتجدد المخاوف من احتمالات الوصول إلى مرحلة أقل انفتاحا، وهذا الأمر لا يقتصر على القطاع الرياضي بل يمس قطاعات أخرى، على رأسها التعليم وغيره.
من المهم النظر إلى الإجراءات الصحية الجديدة المشددة، على أنها وسيلة للمحافظة على ديمومة النشاط الرياضي، لا سيما في لعبة كرة القدم، بعد أن توقفت التدريبات والمباريات والنشاطات الإدارية، وبات القلق يساور العاملين في الأندية والاتحادات الرياضية، خوفا على مصدر رزقهم الذي تضرر وما يزال بسبب هذه الجائحة المنتشرة في أرجاء العالم.
من المهم التأكيد أنه في المرحلة الحالية لا يتم الحديث عن عودة الجماهير، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، وفيما إذا كان بالإمكان الإعلان عن عودة تدريجية آمنة إلى الملاعب، أم الاستمرار في تغييب الجماهير عن المدرجات حتى تزول الجائحة أو يتم التعامل معها كأمر واقع.
لا بد من الإشارة هنا، إلى أن كثيرا من دول العالم تعاني من حدوث إصابات بالفيروس بين صفوف رياضييها، لا سيما في أوروبا، وقد شهدت الأيام القليلة الماضية إصابة عدد كبير من نجوم كرة القدم في فرنسا وإسبانيا وغيرهما من الدول، بعد أن تسارعت وتيرة الإصابات عقب مرحلة من الهدوء النسبي، أوحت بإمكانية التدرج بعودة الجماهير.
لا شك أن اللجنة الأولمبية والاتحادات والأندية والمراكز الرياضية والشبابية، ستكون أمام تحد كبير في مواصلة النشاطات من دون حدوث إصابات، وهذا يتطلب إجراءات احترازية مكثفة للخروج بالبطولات إلى بر الأمان، وفي الوقت ذاته منح المنتخبات الوطنية فرصة الاستمرار بالتحضير للمشاركة في الاستحقاقات المقبلة مثل التصفيات الأولمبية والتصفيات الآسيوية المزدوجة وغيرهما، في الوقت الذي تستعد فيه اتحادات أخرى لإطلاق مسابقاتها على أمل عودة ميمونة وآمنة للنشاط الرياضي.
*الغد