حتى لا نخسر “الجمهور”
تيسير محمود العميري
شهدت الجولة الثامنة من دوري المحترفين لكرة القدم، عودة ما نسبته 30 % من الجمهور لمتابعة المباريات على المدرجات منذ يوم الجمعة الماضي، وقد اشترط اتحاد كرة القدم أن تكون عملية البيع إلكترونية عبر موقعه الرسمي، شريطة أن يكون المتفرج الراغب في حضور المباريات قد تلقى جرعتي المطعوم الخاص بفيروس “كورونا”، أو مضى 21 يوما على تلقيه الجرعة الأولى من المطعوم على الأقل، بهدف تنفيذ شروط صحية مشددة تراعي الحالة الوبائية السائدة في مختلف دول العالم وليس الأردن فحسب.
عودة الجماهير ولو بنسبة “الثلث” من سعة المدرجات، يمكن اعتبارها اختبارا للاتحاد والجماهير على حد سواء، فبعد غياب دام نحو 15 شهرا بقيت فيها المدرجات “صماء”، وعانت فيها الأندية كثيرا من خلال خسارتها لإيرادات هي بأمس الحاجة لها في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، لا بد من مراجعة التجربة لتعزيز إيجابياتها وتلافي سلبياتها في المباريات المقبلة، خصوصا تلك التي يمكن أن تستوعب كامل العدد المسموح به من الجمهور، ومن أبرزها مباراتا الوحدات مع الرمثا والفيصلي.
في المباريات الملعوبة في الجولة الثامنة التي اختتمت أمس، لاحظنا جميعا جملة من التصرفات السلبية التي يتحمل المتفرج مسؤوليتها قبل غيره من الجهات ذات العلاقة، فلم نشاهد متفرجين يرتدون الكمامات سوى بعدد قليل جدا، ولم يكن هناك تباعدا بين المتفرجين ولا التزاما بأماكن الجلوس، رغم أن عملية البيع كانت لمقاعد محددة، فيما وضعت إشارة “x” على المقاعد الممنوع الجلوس عليها، وهنا لا بد من التساؤل: هل يحتاج كل متفرج إلى رجل أمن يجلسه في مكانه ويجبره على الالتزام بالشروط الصحية، أم أن المواطن المتفرج يجب أن يكون رقيبا على نفسه ويلتزم بالإجراءات الوقائية؟.
ربما شكا كثير من المتفرجين الراغبين في حضور المباريات من عدم القدرة على عملية الشراء الإلكتروني، لأسباب مختلفة منها عدم وجود حساب بنكي أو حتى عدم القدرة على التعامل مع أدوات التكنولوجيا وعملية الشراء هذه، وهنا لا بد من التأكيد أن هذه العملية هي الأكثر مثالية وتراعي الاشتراطات الصحية والمعمول بها في مختلف الملاعب العالمية، ولكن للوصول إليها بشكل كامل مع مرور الوقت، يمكن الآن المزج بين عمليتي البيع الإلكترونية والبيع من خلال النادي المستضيف للمباراة، بحيث يمنع دخول المتفرج غير الحاصل على جرعتي اللقاح أو مر عليه 21 عاما على تلقي الجرعة الأولى، من خلال التفتيش على هاتف المتفرج على بوابة الدخول، لمعرفة إذا كان قد حصل على المطعوم أم لا.
خلاصة القول، إن الأندية بحاجة إلى حضور كل متفرج وريع المباريات لمساعدتها على سد جزء من التزاماتها، وكذلك نحن بحاجة إلى تطبيق الاشتراطات الصحية حتى لا تتدهور الحالة الوبائية -لا سمح الله- وتعود المدرجات فارغة من المتفرجين.. يمكننا تحقيق هدفي الحضور الجماهيري وتطبيق الإجراءات الصحية بشيء من المرونة والالتزام معا.
*الغد