اتحادات ناشطة وأخرى في “غيبوبة”
تيسير محمود العميري
ونحن نقلب أوراق الأسبوع الأول من العام الجديد، ورغم أن تداعيات فيروس كورونا ما تزال تخيم على مختلف مناحي حياتنا، الا أن ثمة تفاؤلا يعتري النفوس بالسيطرة على الجائحة وعودة الحياة إلى شكلها الطبيعي إلى حد كبير، لاسيما مع بدء تلقي المطعوم في دول العالم، ما سيساعد على التعايش مع المرض أسوة بجميع الأمراض الفيروسية التي سبقته.
في العام الحالي، يبرز أهم استحقاق للرياضة الأردنية، بعد تأجيل دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو من العام الماضي إلى صيف العام الحالي.. ثمة أبطال، لا سيما في لعبة الملاكمة، حجزوا أماكنهم إلى الأولمبياد من خلال التصفيات، وما تزال الفرصة سانحة لتأهل عدد آخر من الملاكمين والرياضيين في ألعاب أخرى، لعل أحدهم أو أكثر ينجح في تكرار ما فعله نجم التايكواندو أحمد أبوغوش، عندما توج بالميدالية الذهبية لأولمبياد ريو دي جانيرو 2016، في إنجاز غير مسبوق للرياضة الأردنية.
الاتحادات الرياضية وقد طوت صفحة العام الماضي بما حملته من ظروف استثنائية وقاهرة، إلا أنها مطالبة في العام الحالي بأن تجري “جردة حساب” ذاتية قبل أن تفعل اللجنة الأولمبية ذلك، خصوصا وأن انتخابات الاتحادات الرياضية يفترض أن تجرى بعد انتهاء أولمبياد طوكيو 2021، مع الأخذ بعين الاعتبار الحالة الوبائية والقرارات الحكومية المتعلقة بالاجتماعات العامة والانتخابات للاتحادات الرياضية والنقابات المهنية في ذلك الوقت.
المهم أن بعض الاتحادات الرياضية صمدت في وجه “عاصفة كورونا”، ونجحت بالخروج بأقل الأضرار وواصلت برامجها قدر المستطاع بالتوازي بين الاستمرار وتطبيق الشروط الصحية، ونجحت في إبقاء لعبته على قيد الحياة، فيما اختبأت اتحادات أخرى خلف القرارات الحكومية والحالة الوبائية وجمدت نشاطاتها إلى الحد الذي لم يعد أحد يعلم شيئا عن تلك الاتحادات إن كانت ما تزال موجودة على أرض الواقع، وهنا يسجل لاتحادات الألعاب الجماعية الأربعة بنسب متفاوتة، قدرتها ورغبتها على الصمود والإبقاء على ألعابها.
من هنا، يجب أن تأخذ اللجنة الأولمبية في الحسبان وهي تقدم الدعم للاتحادات الرياضية، أن تراعي وتفصل بين الاتحادات الفاعلة والنشطة، وتلك التي دخلت في مرحلة غياب أو غيبوبة طويلة، لأن الاتحادات العاملة اجتهدت كثيرا وسعت لتجاوز معضلتها المالية بشتى الطرق، لا سيما تلك التي فقدت دخلا كبيرا نتيجة غياب الجماهير عن المدرجات بقرار حكومي.
*الغد