لكل زمان دولة ورجال وكذلك الحال في كرة القدم
زياد الحمد
ستادكم نيوز -عالم كرة القدم لا يختلف كثيرا عن عالم النقد الأدبي عند النظر إلى المسائل بروح التقييم والنقد ووضع الملاحظات، فعلى سبيل المثال لو وجد العملاقان المتنبي و امرؤ القيس في هذا العصر وطبقت على شعريهما القوانين والمفاهيم النقدية الحديثة، ستشير النتائج إلى أن شعر كليهما هباء في هباء! وبالمثل سيلقى البياتي والفرنسي بودلير النتيجة ذاتها لو قال أحدهما شعرا في حضرة سوق عكاظ، أو الندوة الأدبيين في العصر الجاهلي
من هنا فإن لكل عصر ووقت مقاييسه ومفاهيمه الفنية التي يتم النظر من خلالها، وعليه فقد تكون مسرة رونالدو أو ميسي ستتعثر خين تواجه دفاعات قوية من طراز هانز بريغل و بيكنباور، أو باولو مالديني وباريزي، وحراس مرمى من طراز ياشين وزوف ، وبالمثل فإن الدفاعات المعاصرة في كرة القدم لم تشهد ضراوة رومينغه ، ومارك اوفر ماس، ولا مناكفات كيمبس ولوكيه، ونهاز الفرص باولو روسي.. ولم تتعرض لسطوة القاذفات الفرنسية عبر بلاتيني والبرازيلية عبر ايدر وفالكاو.
في هذه الحالة الأفضل هو عمل دراسة مقارنة بين خطوط اللعب عبر تطور التاريخ، لا إصدار أحكام تتصف بنبرة خطابية مجحفة بحق كرة القدم أولا، ثم بحق هذا اللاعب أو ذاك المدرب.
وحقيقة إدراكنا بأن ملكات التحليل الرياضي الفني قد تنامت، وأن التدريب في عالم الكرة تطور بكيفيات عالية المستوى، وأن القدرة على ضبط قدرات اللاعبين و الإفادة منها، ومعالجة نقاط الضعف باتت عالية ، ينبغي لها أن تدفع بالإتجاه الذي يقود إلى أن التقييمات الفنية ومنح الألقاب : أفضل مدافع أقوى هجوم ، لاعب القرن.. هي نسبية إلى حد كبير ولا تكشف عن الحقيقة إلا ضمن نطاق معين جدا، وبصورة مؤقتة.