بيليه والاعتزال المبكر
محمد جميل عبد القادر
عام 1974 كنت متوجها من مدينة برلين الألمانية إلى مدينة ميونخ حيث تقام المباراة النهائية لكأس العالم بين منتخبي ألمانيا وهولندا وفي مطار برلين فوجئت بإنسان كنت أعشق نجوميته لأنه كان ملئ الأبصار والاسماع والشهرة .
إنه النجم الكروي صاحب لقب أحسن لاعب كروي في القرن العشرين وهو النجم البرازيلي بيليه.
فرحة ما بعدها فرحة أن تلتقي بهذا اللاعب الكبير الذي كان أيضا في طريقه إلى ميونخ لحضور النهائي الذي اعتبر من أهم ما قدمته كرة القدم في مثل هذا النهائي الذي أبهر العالم حيث ضم الفريقان مجموعة لا تكرر من نجوم اللعبة أمثال القيصر بيكباور رئيس المنتخب الألماني ومعه الهداف جيرد موللر ومن هولندا التي استحدثت ما أطلق عليه الكرة الشاملة وفي مقدمتها أحد أهم نجوم الكرة العالمية يوهان كرويف.
تحركت حاسة الإعلامي في داخلي وتجرأت وذهبت إلى صالة ترانزيت المطار التي تجمعني باللاعب الفنان بيليه وتجرأت بتعريفه بنفسي كصحفي يتمنى أن يجري لقاءا صحفيا سريعا معه وكنت في ذلك الوقت جريئا متحمسا لاستغلال هذه الفرصة الرياضية التاريخية وكنت أعمل حينها محررا رياضيا في الدستور الغراء ومذيعا ومعلقا في التلفزيون الاردني .
ابتسم لي بيليه ابتسامة طيبة ووافق أن أجري معه لقاءا سريعا ففعلت وسعدت جدا لذلك واعتبرت ذلك إنجازا كبيرا لي مع هذا النجم الذي يملك جسدا كعود الزان والذي أقيمت عدة مظاهرات في البرازيل كي يوقف اعتزاله ويلتحق بمنتخب البرازيل مقابل وعده بأعلى المناصب في البرازيل لكنه اعتذر بلباقة ، قال لي : بأنه قرر الاعتزال وهو في القمة تاركا ذكريات كروية تذكر الأجيال به بعيدا عن الضغوطات والاغراءات وهو ما حصل تماما .
هذا الأمر يجعلني أذكر النجوم ضرورة اعتزالهم وهم في ذروة مستواهم والجمهور يصفق لهم بدلا من أن يهتف ضدهم وهذا لاحظناه في كثير من مباريات الاعتزال.
*رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية