السعودية المتجددة
رغم أن عام 2020 كان عاماً غريباً على الكرة الأرضية كلها، وخلاله انهارت اقتصادات وخبت فورات وتضاءلت مساحات الإنتاج في معظم دول العالم، بسبب «كورونا» وحظر التجول وجلوس الناس في منازلهم وانحسار السفر والفعاليات السياحية والاقتصادية والرياضية، فإنني أرى أن عام 2020 كان عاماً استثنائياً للرياضة السعودية، والسبب أنه العام الذي قررت فيه المملكة أنه آن الأوان لتتصدى لاستضافة البطولات الكبيرة في القارة، تمهيداً لاستضافة البطولات الأكبر في العالم. وأعتقد أن الخبر الأهم في 2020 كان الإعلان عن استضافة المملكة لإحدى جولات «الفورميولا 1» وما تمثله هذه الرياضة من أهمية كبرى لدى مئات الملايين من الناس، وأعتقد أن صدى هذه الاستضافة دعائياً وإعلانياً وإعلامياً وسياحياً يفوق بمراحل أي تكلفة، فهو حدث يجعل من جدة (حالياً من خلال سباقها الليلي) وربما الرياض لاحقاً، تنضم لمدن عالمية شهيرة باتت تُعد من المعالم الرئيسية للسياحة، مثل موناكو ومونتريال وشنغهاي وسنغافورة وبرشلونة وملبورن، ولتصبح الثالثة في الشرق الأوسط التي تستضيف إحدى الجولات مع المنامة وأبوظبي.
ومن حضر إحدى هذه الجولات سيعرف ما الذي تعنيه من فعاليات سياحية وإعلامية وترفيهية وغنائية وفنية وتسويقية، لتضاف لإحدى مراحل سباق «إكستريم إي» عام 2021 للطرقات الوعرة، والذي يملك فيه بطل «الفورميولا 1» البريطاني لويس هاميلتون فريقاً.
وفي 2020 تم الإعلان عن فوز المملكة باستضافة دورة الألعاب الآسيوية لعام 2034، وهو الحدث الأكبر في القارة بأكثر من 30 لعبة للجنسين. وفي 2020 تقدمت المملكة بملف استضافتها لنهائيات أمم آسيا لكرة القدم عام 2027، وأتوقع أنها لن تجد أي صعوبة في الاستضافة؛ لأنها بكل بساطة حاملة اللقب 3 مرات، أعوام 1984 و1986 و1996، ووصيف حامل اللقب أعوام 1990 و2000 و2007، ولم يسبق لها أن استضافت البطولة، وأعتقد أنها ستقدم للعالم وجهاً حضارياً ورياضياً وسياحياً مختلفاً، بسبب تنوع التضاريس والبيئة من صحراء وجبال وبحر، وغنى كبير في المعالم التراثية والأثرية، إضافة لبنى تحتية قد تكون من الأكثر تطوراً في المنطقة والعالم مع حلول موعد تلك الاستضافات، علماً بأن المملكة جاهزة من اليوم لأي حدث مهما كان كبيراً.
هذه هي المملكة العربية السعودية المتجددة بفكرها وطاقاتها وإمكاناتها، وبشبابها الذين أعدهم وقودها الأساسي ومصدر ثروتها الحقيقي.