رومانسية أهل الرياضة تأتي بعد فوات الاوان

أ.د. فايز أبو عريضة
عندما تقرا قصة (الالم )لانطون تشيخوف الاديب الروسي ومختصر القصة يدور حول فلاح روسي عجوز حمل زوجته المريضة على عربة الحصان المتهالكة واحس خلال الرحلة انه كان قاسيا معها في رحلة الحياة.
واصبح يناجيها بكلام رومانسي لم يسمعها اياه من قبل في حياتها معه ،ولما وصل الطبيب وجدها قد فارقت الحياة وبالتاكيد لم تسمع كلماته آلتي جاءت متاخرة جدا ،وبكى واعتصر قلبه الما وندما حيث لا ينفع الندم ،
وهذا هو شان معظم اهل الرياضة حيث تبدا حياتهم بالتدريب والمباريات ومن ثم الادارة بمختلف مراحلها وعلى مدار الاسبوع والشهور والسنوات ولايعرف او بعترف بعطلة اسبوعية او سنوية وتمضي الايام والسنوات كالبرق ولا وقت لديه للمراهقة كبقية الصبيان ، او للرحلات الترفيهية او حتى المدرسية منها لانه لا وقت لديه سوى للتدريب والمباريات.
فحياته ورحلاته لا تعرف سوى الكرات والادوات والملابس الرياضية ( الشورت والتيشيرت وبدلة التدريب ) ينام فيها وهي لباس الخروج والعمل والزيارات وبعضهم كانت الزي الرسمي يوم الزواج بعد ان انتهى من المباراة ولم يسعفه الوقت لاستبدالها ، ومنهم من اوقفه رجال السير في يوم زفافه لان لاعبيه او رفاقه في الملعب ساروا بسيارته عكس السير وقصص وحكايات مضحكة مبكية حصلت مع العديد من الرياضيين في يوم زفافهم ،
وجاءت العروس وكانها ذاهبة الى مباراة كرة قدم غناء وهتافا وجمهورا وقد يشتبك الجمهور في صالة الافراح لخلاف في هتاف او تشجيع لفريق اخر .
وتستمر المباريات والتدريبات ويمضي العمر والام تربي الاطفال وترعى شؤون البيت ،وهو يتجول بين الملاعب والاندية والاتحادات الرياضية الى ان تصل الامور الى ما وصل اليه انطون تشيخوف الاديب الروسي والكاتب الساخر في (قصة الالم ) في رحلة الفلاح الاخيرةمع زوجته والتي لفظت انفاسها قبل ان تسمع كلماته الرومانسية المتاخرة جدا.
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك