دكتور فايز أبو عريضة يكتب….تطبيقات ميدانية لنظريات التدريب الرياضي
أد. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – في ثمانيات القرن الماضي اتيحت لنا فرصة حضور اللقاءات الشهرية للمدربين في مختلف الألعاب الرياضية الجماعية والفردية والتي كانت تنظمها المدرسة العليا للمدربين في معهد موسكو المركزي للتربية البدنية ، والتي كانت تنظم هذه اللقاءات مع الاستاذة والعلماء في المجالات العلمية النظرية في العلوم المرتبطة بالتدريب الرياضي (علوم الحركة وعلم النفس والقياس والتقويم وعلم الاجتماع واسس التدريب وغيرها ) وأبزرهم في تلك الفترة من علماء معروفين في كل العالم امثال ماتفيف صاحب نظريات التدريب وزاتزسورسكي استاذ علوم الحركة والميكانيكا الحيوية المعروف وكذلك كودك استاذ القياس والتقويم في التدريب الرياضي وكدلك ستليروف استاذ علم الاجتماع المعروف وأستاذة كبار في معظم التخصصات لا يتسع المجال لذكرهم
ويبدا اللقاء بطرح قضية رياضية مرتبطة بعمل المدربين يشارك فيها اصحاب الاختصاص في حوار بناء وهادف مستندا على البحوث العلمية.
ويعرض المدربون بعض المشكلات التي تواجههم في الميدان ويجيب عليها اصحاب الاختصاص بأريحية لانه ليس بالضرورة ان يعمل الاكاديمي مدربا وقد لا ينجح في ذلك وكذلك الأمر بالنسبة للمدربين الذين لهم متطلبات مهنية وشخصية.
وهنا تتداخل الأدوار دون حساسية لان النظرية بحاجة إلى من يجرّبها ويطبقها في الميدان وكذلك الأمر فان التدريب بحاجة إلى بحوث ودراسات علمية لتطوير القدرات البدنية والمهارات اللازمة على سبيل المثال للإنجاز وكذلك الأمر في كل مكونات التدريب كالاعداد الخططي والنفسي والعقلي الخ.
وكانت اللقاءات تنتهي بعد حوار ساخن لايخلو من الحدبة احيانا بين الأطراف ويستمر لساعات وتوزع المهام على الجميع للاستعداد لقضية جديدة في اللقاء الشهري القادم.
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا الجفاء في بلداننا العربية تحديدا بين اصحاب الاختصاص في النظريات من الاكاديمين وبين المدربين في الميدان علما بان لكل منهم دور يقوم به دون تقاطع وانما هي عملية تكاملية
وهذا يتطلب من الاتحادات الرياضية واللجان الاولمبية الوطنية القيام بهذا الدور والذي يتمثل في نزول الاكاديمين عن الشجرة للقاء المدربين في الميدان وقبول المدربين الحوار معهم للوصول إلى الهدف الأسمى للوصول برياضتنا التنافسية لمستوى افضل مما نراه من تواضع في الإنجازات في الدورات الاولمبية والبطولات العالمية عندما تحرز دولة فقيرة في اميريكا الوسطى ميداليات ملونة تزيد عن مجموع ما تحرزه دولنا العربية محتمعة
وبالتاكيد هناك عوامل اخرى تلعب دورا في الانجاز نترك لاصحاب الخبرة الاشارة اليها لان هناك تجارب وبحوث ودراسات ناجحة للعديد منً الزملاء الاكاديمين لكنها لم ترى النور وحبيسة الأدراج وهناك تجارب ميدانية لمدربين تستحق الاستماع اليها في حوار مفتوح بناء للاستفادة منً التكامل او التقاطع ببن النظرية والتطبيق في التدريب الرياضي.
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك