الراشد يكتب…الرياضة الفلسطينية.. أسطورة العصر بتحدي إدارتها وإبداع لاعبيها
صالح الراشد
تحملت الرياضة الفلسطينية ما تنوء عن حمله الجبال وسارت تحمل العالم فوق كتفيها كأطلس الجبار، سارت بكل ثقة تتجاوز الصعاب دون توقف ولم يفت في عضدها إغلاق المعابر والضغط على اللاعبين واغتيال عدد منهم، لترتقي الألعاب الرياضة بكل هيبة وإجلال من لعبة لأخرى ومن جيل يتوارث الأمانة من جيل، فيبني على إرث الماضي مستقبل واعد وحاضر ماجد، لتصبح الرياضة الفلسطينية سيف تشهره الأسرة الرياضية الفلسطينية بقيادة الفريق جبريل الرجوب في وجه تحديات العالم، وأصبحت ترس تحمي إسم فلسطين من الغياب أو حتى من التراجع ليبقى العلم مرفوعاً في غالبية المحافل الدولية، لتكون رسالة اللجنة الأولمبية الفلسطينية واضحة للعالم أجمع “بأننا لن نغيب ولن نتوارى فنحن التاريخ الضارب في الجذور والحاضر المبني على الأمل والمستقبل الواعد المشرق، وسيغيب كل من يحاول تغيبنا فنحن فلسطين”.
ولم يكن ما جرى على مدار عام وأكثر بالأمر الهين على فلسطين وشعبها ورياضتها، فزاد الصهاينة من ضغطهم لخنق المشاركات الفلسطينية على أمل تقليل تعاطف شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني في غزة، وهو يواجه أبشع عدوان وحرب إبادة شهدها التاريخ الحديث وسط صمت الدول، لتتحرك الجماهير في الملاعب ترفع علم فلسطين دون أن ترهبها أنظمتها السياسية والعسكرية، وهو ما زاد من الضغط على الكيان الصهيوني والمنظمات الرياضية التي وجدت نفسها منبوذة كونها اتخذت موقف مساند للمعتدي، ليكون الرد الصهيوني باغتيال الرياضة الفلسطينية بتدمير ملاعبها وأنديتها وقتل إداريها ولاعبيها، لتكون الجريمة الأبشع بحق رياضة لشعب ودولة، لكنها فلسطين التي لا تلين ولم ترفع الراية البيضاء لترتقي بصلابة إدارتها ونجومها فوق الألم لتبني الأمل.
ففي حين كانت الصواريخ تمطر غزة والمطاردات والمواجهات في الضفة كانت مريم بشارات تنثر زيت الزيتون المقدس في ايطاليا، وهي تتوج بلقب بطلة العالم في لعبة الكراتية لفئتي الناشئين والشباب، لتتجه الأنظار صوب تلك الصبية الصغيرة التي حملت أمانة بحجم وطن لتقول للعالم “نحن هنا فانظروا فعلنا”، وعلى غرارها يبدع منتخب الفدائي بتصفيات كأس العالم رغم وجوده في مركز متأخر في مجموعته إلا أنه المنتخب الذي لم يرتعب من الشمشون الكوري فتعادلا مرتين لأن نجومه يدركون أنهم يحملون القضية على أكتافهم، وان دورهم لا يقل عن دور أي سياسي او مقاتل في الذود عن هيبة وسمعة فلسطين، ليغرّد نجم كوريا الجنوبية هيون مين سون:” أريد أن أحيي منتخب فلسطين، إنهم يعملون رغم الأوقات الصعبة التي يعيشونها، إنهم حقاً ملهمون، وأعتقد أننا نستطيع أن نتعلم منهم بعض الدروس”، نعم يا سون هؤلاء جبابرة فلسطين الذي يعجنون الحجر ليصبح خبزاً.
لقد كانت التحديات كبيرة وعظيمة وعالمية فقلةُ يقفون مع فلسطين في بداية العدوان فيما خذلان المنظمات الدولية يتزايد وبالذات اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم، لنجد أنهما لم يتحركا للذود عن الإنسانية ومعاقبة الصهاينة، ليسمح الفيفا بمشاركة أندية المستعمرات غير المعترف بها في الأمم المتحدة بالمشاركة في البطولات الأوروبية، لتتضح الصورة ان الأولمبية الدولية والدولي لكرة القدم وغيرهم العديد من الاتحادات، مجرد منظمات تابعة للصهيوماسونية التي تتحكم بجميع هذه الاتحادات بفعل قوة المال، لتتزايد همة الادارة الفلسطينية وجهودها الجبارة التي تبذلها رغم التحديات الكبيرة والمتواصلة وتمدد سطوة الصهاينة، لنجد ان الفريق جبريل الرجوب يخوض حرب الوجود الرياضي الفلسطيني وهي حرب لا تقل في ضراوتها عن الحرب السياسية التي تخوضها السلطة وجميعهم ظهورهم للحائط.