دكتور أبو عريضة يكتب….طول الموسم الرياضي وإشكالية الحفاظ على الفورمة الرياضية
أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز- عندما طرح العالم الروسي ماتفيف نظرية تقسيم الموسم الرياضي الى ثلاث فترات (الاعداد والمسابقات والفترة الانتقالية ) وبنى ذلك على بحوث ودراسات علمية تبعا لعوامل ببولوحية ونفسية وعقلية وفنية الخ .
وكان التركيز في بادىء الأمر على الألعاب الجماعية ككرة القدم والتي يمتد موسمها لعام كامل ، وراى ماتتيف في كتابه اسس ونظريات التربية البدنية والتديب الرياضي انه من الصعوبة بمكان المحافظة على الفورمة الرياضة العالية لفترة زمنية طويلة مما يصعب الموقف على المدربين هذه الايام ،عندما تمتد فترة المنافسات في الموسم الرياضي لاكثر من نصف العام.
ويزيد احيانا اضافة إلى التوقف لما يسمى بأيام الفيفا (FIFA deys ) ولذلك لجا المنظمون في اتحادات كرة القدم إلى ايجاد فترة توقف مناسبة لا تتجاوز الأسبوعين بين مرحلتي الذهاب والاياب لإعطاء الفرصة للاعبين والمدربين والمختصين التقاط الأنفاس والراحة دون توقف التدريب ولكن بشكل اقل شدة لمعاودة الصعود بالفورمة لانه يصعب الحفاظ عليها لعوامل بيولوجية ونفسية ، ولذلك ابتدع الخبراء والعلماء في مجال التدريب الرياضي وسائل استشفاء جديدة اضافية لإراحة اللاعبين من تبعات الأحمال التدريب العالية في التدريب والمباريات في الموسم الطويل.
ومن جهة اخرى اصبح الأمر اكثر صعوبة على المدربين الذين يفترض انهم يعرفون ذلك جيدا لانه من ابجديات التدريب الاخذ بعين الاعتبار هذه الاسس العلمية في التعامل مع التدريب اليومي والاسبوعي والشهري والموسمي والتي تنظم على شكل دورات حمل متعاقبة ومتداخلة.
ويرافقها ذلك اختبارات لقياس مدى نجاح التدريبات في كل مرحلة ومراعاة الفروق الفردية بين اللاعبين ،
ولذلك لجا الكثير من الاتحادات والاندية في بلدان كثيرة في العالم بتشكيل فرق متخصصة من الخبراء والعلماء في القياس وضبط الأحمال التدريبية في التدريب والمباريات ووضعها امام الجهاز الفني مع توصياتها لما يجب العمل به في ضوء نتائج القياسات والاختبارات.
وأحزم ان التوقف الطويل والهروب من استحقاقات التدريب الذي يتصف بالاستمرارية وضمن مبادىء التدرج والتموج بين الوحدات التدريبية الاسبوعية لضمان استمرارية الحفاظ الفورمة الرياضية العالية في المباريات دون هبوط ملحوظ كالذي نشهده من لاعبينا وفرقنا لغياب المعرفة عند البعض بكيفية التعامل مع الموقف بعلم ودراية اولا ولعدم الاستعانة باهل العلم والخبرة وامور عديدة سيؤدي إلى التراجع في اداء اللاعبين في المباريات الرسمية واللقاءات الدولية للمنتخبات الوطنية.
وسنتطرق إلى ذلك في مقالات قادمة باذنه تعالى ،والله من وراء القصد.
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك