الإمتاع أم الفوز في عالم كرة القدم… وحديث في الهوية
زيادالحمد
ستادكم نيوز – شكالية كبرى تواجه الفرق التي يشكل الإمتاع الكروي ركيزة أساسية في أدائها، وقد يصل الأمر حد النقد من قبل جمهورها قبل الخبراء، والمهتمين على قاعدة أننا غير ملزمين بتقديم المتعة على حساب الفوز، وحصد النتائج.
ويظل التساؤل مطروحا هل الأندية مطالبة بفعل أشياء أكثر من الفوز كأسلوب اللعب مثلا؟ وعلى ماذا يُسأل المدربون على أسلوب اللعب رغم تحقيق المطلوب؟ أم يسألون على الأسلوب مثل النتائج؟
لقد كان تلاميذ تيلي سانتانا البرازيليون كعازفي الأوركسترا المهرة خلال مونديال 1982 في اسبانيا، ولكن الجماهير تذكر إيطاليا، كما كان الهولنديون رائعون في مونديال 1974 في ألمانيا لكن الجماهير تذكر القيصر بيكنباور ورفاقه.
علينا أن لا نتجاهل حقيقة أنه لا يوجد أسلوب محدد للنجاح الكامل في المباريات، وإلا لكان هذا الأسلوب حكرا على أندية كالريال، وبرشلونة، وباريس سان جيرمان، والبايرن، وسواها من الأندية القادرة على توفير كل متطلبات التفوق في الملعب.
وفيما يتعلق بالمدربين فهناك ضوابط وأمور فنية يدركها المدربون، وهي أن من واجبهم تقديم كرة قدم جيدة من الناحية الفنية، ولكن وفي الوقت نفسه هم بحاجة للفوز، أو لشيء ما يجعلهم على مقربة من التتويج. وفي ذات السياق يدرك المدربون أن هناك ما يعرف بالهوية الكروية، على الرغم من تقاطع المدارس الكروية في تكتيكات، واستراتيجيات الدفاع والهجوم والعمل في المنتصف. فالبرازيليون لازالو يفضلون التمرير القصير، والمراوغات في حين يصر الإنجليز غالبا على الكرات الطويلة، ويأخذ الإيطاليون من فنيات المدرسة اللاتينية، وقوة الأوروبية.
والاختلافات تسود كذلك أداء فرنسا عن هولندا، واسبانيا عن الدانمارك هكذا هي كرة القدم لها في كل جغرافيا هوية مميزة، ومنهجية خاصة، كما أن الأمر لم يعد مقتصرا على المنتخبات بل تعدى ذلك إلى الأندية ففي ليفربول مثلا ثمة إصرار على الضغط العالي، وفي البايرن لا يكفون عن توظيف الكرة المباشرة، وفي برشلونة يعتمدون التيكي تاكا ولا شيء سواه
وبالعودة إلى القضية الرئيسية الأداء الممتع الجميل أم الفوز؟ نظل أمام مفارقة حاول قلة من المدربين حلها، فنجح بعضهم، وفشل بعض آخر ليبقى التساؤل والشغف ماثلا ..