الدكتور نخلة أبو ياغي يكتب….لأننا النشامى… سوف نعود حتما

ا.د. نخلة أبو ياغي
ستادكم نيوز – سيقضي الأردن شهور الشتاء الباردة كلها يفكر ماذا حدث في الشوط الثاني أمام الكويت ليخسر المنتخب الوطني الأردني سيطرته الكاملة على المباراة، لكن نقطة التعادل أمام “الأزرق” كانت عادلة بحكم المجريات خصوصا أن الشقيق الكويتي أبدى رغبة كبيرة في العودة فيما لم يتمكن مدربنا و لا لاعبونا من كبح جماح خصمهم. و لأن كرة القدم هكذا تعتمد فيها النتائج على أدق التفاصيل فقد خسر منتخبنا أفضليته النسبية على خصمه العراقي بعد مباراة البصرة، و رغم أن العراق لم يمتع و لم يقنع لكنه على الأقل أخذ ما يريد من ملعب سلطنة عمان و من حقه أن يعيش شتاء دافئا في المركز الثاني حتى عودة المنافسات في العشرين من آذار القادم.
و لأن التصفيات ممتدة و لأن من يريد أن يحقق انجاز الوصول لكأس العالم عليه أن يتمتع بالنفس الطويل و الصبر و البناء الجيد فعلينا أن نقف خلف فريقنا و مدربنا و منظومتنا للوصول للهدف المنشود… و هذا لا يعني أن لا نشخص مكامن الخطأ و لا أن نوقف النقد البناء.
أمام الكويت أعاد منتخبنا خطأ مباراة الذهاب بعمان، فلم ينجح بتحويل أفضليته الكبيرة في الشوط الأول لتقدم بفارق مريح يمكنه من التحكم في إيقاع اللقاء، و منذ بداية الشوط الثاني ظهرت الأفضلية الكويتية جلية بدءا من التغيير التكتيكي الذي انتهجه بيتزي بوضع الكرات خلف ميسرتنا مرتين خصوصا ان ابو النادي لم يكن في أفضل حالاته و ارتكب خطأين مؤثرين. و ظهر دفاعنا مرتبكا في بداية الشوط الثاني و لم يستطع العرب و نصيب القيام بتعديل تكتيكي لدرء الهجوم الكويتي السريع، فيما ظهر جليا أن احسان حداد غير قادر على مواكبة الايقاع و لم يكن ابراهيم سعادة مؤثرا في الوسط الذي شهد ثغرات واضحة حتى قبل الهدف الكويتي. و يحسب لنجم الكويت محمد دحام الذي تألق أمام كوريا و كان من المفترض (على اعتبار أن كشافينا رصدوا مكامن خطورة الكويت) ان يقطع عنه الإمداد من لاعبي الارتكاز، يحسب له أنه اختبر الفاخوري مباشرة بعد دخوله بكرة ماكرة فاصطاد الحارس و هو لا يزال “باردا” لم يدخل جو المنافسة الملتهبة. و للحق فلم يظهر خطنا الأمامي كما هو مأمول بل رأينا كيف تحسنت الأمور بدخول شرارة و بني هاني و ربما احتاج فريقنا لدماء جديدة و أرجل نشيطة قبل ذلك بكثير وخصوصا في الميمنة. و للحق فقد نجونا من خسارة محدقة كانت ستحدث لو نجح الأزرق في انهاء الهجمات الخطيرة التي سنحت له.
لنهدأ الآن و نقييم الموقف… فبدلا من أن نسدد ديننا بخسارة نقطتين أمام الكويت على أرضنا، ضاعفنا الدين و خسرنا أفضلية نسبية كنا قد أستحققناها على منافسنا العراقي، و تبقى المجموعة مفتوحة على كل الاحتمالات خصوصا بعد تعادل فلسطين و كوريا (الفدائي قدم أداء أفضل منا على استاد عمان أمام الكوري)، كما أن عُمان والكويت قادرتنان على تعطيل أي فريق.
يتبقى أربع جولات و علينا باختصار أن نماثل، على الأقل، نتائج العراق قبل الوصول للمباراة الحاسمة أمام أسود الرافدين في عمّان. طبعا أي تعثر للعراق سيخدمنا لكننا يجب أن نبقي الفارق بيننا و بين العراق 3 نقاط أو اقل قبل لقاءنا المباشر لنحتفظ بفرصة التأهل من عمان.
سنلاقي فلسطين في 20 آذار على استاد عمان و لا بد من الفوز في تلك المباراة، فيما ستلعب عمان في كوريا و سترتحل الكويت شمالا إلى البصرة في ديربي خليجي مثير. بعدها بخمسة ايام ستلعب العراق مع فلسطين غالبا في عمّان (من المنطق أن يحافظ الفدائي على استاد عمان كملعبه البيتي بسبب الدعم الجماهيري الكبير و أيضا لأن منتخبهم سيكون في عمان في آذار لملاقاتنا)، و عليه فتلك مباراة مهمة و عصيبة على العراق على ملعبنا و الفدائي قادر على تعطيل العراق في عمّان (و لو أن العراق طبعا متخصص في انجاز المهمة حتى و لو لم يكن الأداء مرتفعا). منتخبنا سيطير إلى سيؤول ليلاقي كوريا على أرضها و طبعا العودة من هناك بنتيجة ايجابية قد تعني كل شيء و تسدد كل ديوننا المتأخرة في هذه المجموعة، و من يريد التأهل لكأس العالم عليه أن يتجاوز الكبار و يحدث نتيجة “فارقة”. طبعا يتمتع العراق بأفضلية نسبية أخرى و هي ملاقاة كوريا في البصرة في الجولة قبل الأخيرة.
في حزيران لا بد من زيارة حارة لمسقط لكن تجاوز عمان مجددا ضروري للبقاء على خط المنافسة (العراق فعلها ذهابا و إيابا بأقل ابداع ممكن)، و عليه تبقى مباراة العراق على أرضنا في ختام التصفيات هي عربون التأهل المباشر، و هو ثمن عادل لتذكرة المونديال المباشرة وعلينا أن ندفعه، و ربما ان ندخل تلك المباراة و الفوز مطلبنا أفضل من اللعب على فرصتي الفوز و التعادل، التي قد يتمتع بهما منافسنا العراقي.
خسرنا معركة لكننا لا زلنا في الحرب، و الامور بخواتيمها، و إذا أردنا أن نصنع تاريخا جديدا فعلينا تعلم دروسنا و أن نعطي كل ما لدينا في كل دقيقة و في كل ثانية، و ستكون هذه مهمة السلامي و اللاعبين الذين نحن خلفهم في التعثر قبل الانتصار…
نعم لعبنا شوطا ثانيا سيئا أمام الكويت في الكويت… و إذا أردنا المونديال فيجب أن نتعاهد أن هذا السيناريو المخيّب يجب أن يكون الأخير…
و لأننا “النشامى”… فحتما سنعود أقوى!
*محلل رياضي وأستاذ الطب وجراحة العيون في الجامعة الأردنية