التكافل الاجتماعي بين الرياضيين
د. فايز أبو عريضة
من خلال المتابعة والدراسة الاستطلاعية لاوضاع واحوال الرياضيين المعتزلين والقدامي، والذين قضوا سنين طويلة في الملاعب، وكانت تربطهم علاقات طيبه وصداقات من خلال المباريات والمعسكرات التدربية لفترات طويلة، إلى ان افترقوا بعد الاعتزال، ودخلوا معترك الحياة وقد تنقطع العلاقات او تضعف لاختلاف الاهتمامات ، وللتفاوت في ظروفهم الحياتية، شانهم شان كل الناس، فهناك الغني والفقير وصاحب الحاجة ومنهم من يحقق نجاحات اجتماعية واقتصادية، وبعضهم يمتلك شركات ومؤسسات ناجحة، ولكن في المقابل لا يوجد ما يشير إلى اي نوع من العلاقات او التواصل بين معظمهم ، وحتى انديتهم التي لعبوا لها سنين طويلة قد تتنكر لهم وبعضها يرفض منحهم عضوية النادي.
وقد يفصل اللاعب لعدم تسديده اشتراكاته لعدة شهور ، ونظرا لعدم وجود جهة اجتماعية اهلية او رسمية وتحت اي مسمى تتولى التنسيق فيما بينهم او ترتيب علاقة تربطهم وترعاهم ، ويبدو الواقع محزنا ومؤلما ، ولذلك نجد انه من المناسب ان تتولى جهة اهلية العمل على اقامة صندوق تكافل اجتماعي بنظام خاص تساهم فيه الاتحادات الرياضية واللجنة الاولمبية والحكومة والقطاع الخاص ، ويسدد العضو الذي ينتسب اليه اشتراكات شهرية بسيطة تمنحه عضوية هذا الصندوق الذي يساهم في خدمة الرياضيين في ظروف قد يكونوا بحاجة إلى من يساعدهم اَو يقف إلى جانبهم، وقد تتطور الامور إلى تقديم تأمينات صحية واجتماعية لهم ، وخاصة ان اعدادهم بالالاف.
واعتقد ان رابطة اللاعبين الدوليين الأردنيين الثقافية قد تكون مؤهلة للقيام بهذا الدور ولو في بدايات التاسيس لذلك بعيدا عن صراع الإدارات وتولى المناصب ، لما لها من خبرات ناجحة في التعامل مع اللاعبين الدوليين، واصبح لديها لجان متعددة في مجال الخدمة العامة الاجتماعية والصحية والتعليمية والانسانية وغيرها ، ونجزم ان مثل هذا الصندوق اذا ما تم تاسيسه سيعمل على ديمومة العلاقة بين الرياضيبن المعتزلين وتقديم الخدمات لهم والتكافل والتعاون فيما بينهم بعد اعتزالهم.
*العميد السابق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك