صالح الراشد يكتب…..دوري المحترفين “سد نفسي”..
صالح الراشد
ستادكم نيوز -أكرهت نفسي وأجبرتها على مشاهدة عدة مباريات للجولة السابعة من الدوري الأردني للمحترفين، وأقنعت نفسي بأنني سأشاهد مباريات ممتعة فنية وغنية جماهيرياً، فتهيأت للجلوس وأحضرت المكسرات وكأس من القهوة ومددت قدمي على طاولة أمامي، وأدرت التلفاز على الاستوديو التحليلي للقاءات ثم تابعت المباريات، وكم ندمت أشد الندم مع نهاية الجولة لإهداري من وقتي ساعات كنت بحاجتها لإكمال كتاب “جرأة الأمل” للرئيس الأسبق للولايات المتحدة باراك أوباما.
فقد صعقني ما شاهدت وجعلني اعتذر لنفسي التي أجبرتها على متابعة ما لا يليق بها، فالتحليل قبل وخلال وبعد المباريات يحتاج إلى تحليل، ويبدوا أن غالبية الضيوف لا يعرفون قواعد التحليل الكروي وآلية دراسة كل فريق بشكل مفصل، بدءاً بلاعبي الفريق ثم ترابط ومتانة الخطوط وفي النهاية الشكل والاداء والمضمون الشمولي، لأجد نفسي أتابع ما يطلق عليه “حوار الطرشان”، والغريب أن المحللين يعملون على طريقة “كل واحد بجيب النار لقرصه”، وهو ما أفقد غالبيتهم الحيادية التي يجب أن يتصف بها المحلل، وقلت لنفسي يكفينا المحللين المُضللين في السياسة ولا نحتاج إلى المزيد.
ولم يرتقي آداء الفرق في مباريتها لمستوى التحليل الضعيف ليكون المستوى أضعف بكثير، فالآداء الجماعي شبه مفقود والفرق بجلها تعتمد على حلول فردية للاعبين لنجد أن الأهداف تأتي على طريقة “تفاحة نيوتن” وبالصدفة، وشعرت أن الغالبية العظمى من اللاعبين يرتعبون من لمس الكرة ويسارعون لأبعادها عنهم كأنها أفعى ستلسعهم، واستغرب عدم وجود دراسة للعب الفعال في المباريات والذي اعتقد أنه لن يعادل ثلث وقتها، إضافة لعدم وجود نظام معدل الجري والذي سيسجل أرقام صادمة في الانخفاض، لأجد أن جميع الأندية بمستوى متقارب في الضعف وليس القوة.
وتوقعت كوني توقفت عن مشاهدة مباريات الأندية واكتفيت بمتابعة المنتخب الوطني بأنني سأشاهد جماهير عديدة تملأ المدرجات وتشجع فرقها بروح رياضية كما يحصل مع المنتخب، لكن ما شاهدته جعلني أتوقف عن تناول المكسرات وشرب القهوة حيث “سُدت نفسي” بسبب عدم وجود جماهير في المدرجات من جهة والانفعال الهائل للعدد القليل من الحضور من جهة أخرى، لاتخذ قرار صارم بالتوقف عن هذه الخطيئة التي قمت بها، ووعدت نفسي بعدم إهدار وقتي بمتابعة البطولات المحلية وأن أكتفي بمتابعة المنتخب الوطني لعلنا نتأهل لكأس العالم.
آخر الكلام:
لدينا ملاعب وأندية وفرق كروية ولاعبين يرتدون ملابس كرة القدم، وهناك حكام ونقل تلفزيوني وجماهير قليلة في المدرجات، لكن ليس لدينا كرة قدم لأجد أن كل ما لدينا مظاهر كروية.