خالد خطاطبة
بعد أن حقق المنتخب الوطني لكرة القدم، إنجازا غير مسبوق في بطولة كأس آسيا الأخيرة، وفي ظل الاهتمام الملكي الكبير من خلال متابعة جلالة الملك عبدالله الثاني للمنتخب ونتائجه في قطر، وكذلك حرص سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني أيضا على تشجيع المنتخب والشد من أزره، ظهرت في تلك اللحظات شركات ومؤسسات ورجال أعمال، هبوا “لفظيا”، لدعم “النشامى” ليظهر لاحقا أن دعمهم فقط جاء انطلاقا من مبدأ “ركوب الموجة”، بدليل أن المنتخب لم يحظ بدعمهم الفعلي.
الآن وبما أن المنتخب الوطني بات مرشحا بنسبة كبيرة لبلوغ مونديال 2026، سواء بشكل مباشر أو عبر الملحق، فالأولى أن تظهر هذه المؤسسات والشركات ورجال الأعمال في الوقت الحالي لدعم المنتخب، لتكون مساهما فعليا في تحقيق هذا الإنجاز العالمي غير المسبوق، فدعم هذه القطاعات للنشامى في الوقت الحالي، يزيل عنها لاحقا تهمة “ركوب الموجة”، لأنه في حال تحقيق الإنجاز وهي لم تساهم فيه فعليا، فلن يكون لها مكان بين الفرحين والفخورين حتى لو تظاهروا بالدعم والتحفيز.
وكم أعجبت في الأيام الماضية باقتراحات من مشجعين غيورين على المنتخب الوطني، فيها دعوة الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال بل والحكومة، لدعم المنتخب ونجومه، خاصة في المباراتين المقبلتين أمام العراق والكويت، من خلال تقديم حوافز مغرية ومكافآت مالية في حال تحقيق الفوز، لأن اقتناص 6 نقاط الشهر المقبل، سيضع منتخبنا على أبواب المونديال بنسبة كبيرة، كما سيمنح المنتخب فرصة التحضير لمباريات شهر آذار (مارس) المقبل، بمعنويات عالية بحثا عن الإعلان الرسمي لبلوغ كأس العالم.
ربما تكون الفرصة سانحة الآن أمام الداعمين للظهور على الساحة، وإعلان دعمهم الفعلي والمطلق للمنتخب في رحلتيه إلى العراق والكويت، للمساهمة في تحقيق إنجاز عالمي غير مسبوق، لأن هذا الإنجاز في حال تحقق، فإن خيراته وبركاته ستنعكس على الأردن بجميع قطاعاته وليس على كرة القدم فقط، بل إنه سيخلق في الشارع المحلي مزاجا عاما مريحا وفرحا ومترقبا لمقارعة نشامى المنتخب لنظرائهم في منتخبات البرازيل، إيطاليا، ألمانيا، إسبانيا والأرجنتين في مشهد يضع الأردن على خريطة الكرة العالمية.
أحد المتعطشين لتحقيق حلم المونديال قال: “سمو ولي العهد ورغم مشاغله، يحرص على حضور التدريبات والمباريات، إدراكا من سموه لحجم المهمة الملقاة على عاتق اللاعبين وتحفيزا لهم، وهذا بحد ذاته يجب أن يكون محفزا للحكومة والشركات والداعمين للظهور في هذا الوقت، وتوفير الدعم للمنتخب بجميع أشكاله، ليكونوا مشاركين في صناعة الإنجاز، وليسوا باحثين عن “ركوب الموجة” عند تحقيق الإنجاز”.
*الغد