دكتور أبو عريضة يكتب….ملاعب كرة القدم الواقع والطموح
أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز _ كان ستاد عمان الدولي في مدينة الحسين للشباب أنموذجا رائعا للمدن الرياضية العربية منذ تاسيس المدينة الرياضية في ستينيات القرن الماضي وكان للشريف فواز شرف الدور الرئيسي في متابعة التاسيس عندما كان على راس مؤسسة رعاية الشباب ومن ثم تكليفه اول وزير للشباب في الحكومات الأردنية في سبعينيات القرن الماضي وبتوجيهات الغفور له باذنه تعالى الملك الحسين ابن طلال باني الأردن الحديث ، وتوالت اقامة المدن والمجمعات الرياضية في جميع المحافظات .
ووزارة الشباب هي الجهة المسؤولة عن تنظيم وادارة وصيانة هذه المدن واخفقت معظمها في هذا الملف وكانت تغلق ملاعب لأشهر طويلة للصيانة وكان الوضع محرجا لنا في اقامة البطولات الاقليمية والعربية بسبب عدم توفر الإنارة اللازمة احيانا او توفر اصحاب الاختصاص في ادارة وصيانة الملاعب ونقص في الخدمات الفنية والإدارية حسب متطلبات الاتحادات الدولية والآسيوية بما يخص ملاعب كرة القدم تحديدا ،والذي لا يمكن فمهه ان يمر على وزارة الشباب عشرات الوزراء ومنهم من مكث شهورا معدودة.
لم تتح لهم فرصة التفكير في ملف واحد ومنهم من مكث سنوات ولم يقدم او يطور شيئا في هذا الملف تحديدا ، ومع هذا تجد التصريحات النارية بانه عمل وسيعمل ومع هذا سمعنا جعجعة ولم نرى طحينا من بعضهم وأشبعونا تصريحات نارية كلها طارت في الهواء .
ونحن الان على اعتاب الوصول إلى نهائيات كاس العالم لكرة القدم القادمة ان شاء الله وأنديتنا تلعب في البطولات الآسيوية ومع هذا ملاعبنا غير مؤهلة لاقامة البطولات المحلية فكيف باستقبال المنتخبات العربية والآسيوية .
وشمل كتاب التكليف السامي من جلالة الملك عبد الله الثاني أبن الحسين للوزارة الجديدة إيلاء موضوع الشباب والمنشآت الرياضية والمراكز الشبابية اهمية خاصة في عمل الوزراة في المرحلة المقبلة وهذا يتطلب بناء استراتيجية وطنية شبابية تقوم على أسس علمية واضحة وسليمة .
وفي وزراة الشباب كفاءات وطنية لديها القدرة على متابعة ذلك اذا اتيحت لها الفرصة الكافية للمشاركة الفاعلة في ذلك ويمكن الاستفادة من الكفاءات الاكاديمية والادارية والفنية في الجامعات والمؤسسات الاهلية الشبابية في هذا المجال ،
والذي يصعب فهمه ان يجلس الوزير سنوات عديدة ولم يغير او يقدم شيئا في هذا المجال تحديدا ويخرج كما دخل .
وفي المقابل مجرد ان يستلم احدهم منصب الوزير ترى من يحمله تبعات غيره ولا يعطوه فرصة لدراسة الملف وتبدا الحملات المغرضة عليهم.
وهذا كله في غياب المعلومة الصحيحة عن منجزات من سبق ان وجدت مما ترك المجال مفتوحا للمتطفلين بملىء الفراغ الذي يعشقه هواة التطبيل او التشهير ولا تجد التصريحات الرسمية لتوضيح الحقائق.
ومع وجود وزير شاب على راس وزارة الشباب وهو كما فهمت انه مختص في الهندسة المدنية مما قد يساهم في فهم حقيقة المشكلة في المدن والملاعب الرياضية وكان نائبا في مجلس الامة السابق ولديه خبرات في الرقابة والتشريع والمحاسبة والمتابعة (وبالمناسبه لا اعرفه ولم التقيه يوما ما وقد لا يحدث ذلك في قادم الايام حتى لا يفهم الأمر خارج سياقه ).
كلنا امل ان تترجم الروئ الملكية في كتاب التكليف السامي في ايجاد ملاعب ومنشآت رياضية في مستوى الطموح الذي نرغب
وان لا نحمل من سبقه التبعات فالقضية قديمة منذ عقود اربع ووزارات عديدة اصابت واخفقت ولكن الحقيقة ضاعت في التعتيم والتقادم وعدم الرد على الاستفسارات البسيطة احيانا وتوضيح الأمور كما هي دون رتوش او مجاملات .
“والله من وراء القصد ”
* العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك