العنصرية عدو الرياضة
محمد جميل عبد القادر
العنصرية من أسوأ آفات أي مجتمع وهي مدمرة للرياضة والروح الرياضية شأنها شأن شغب الملاعب وتعاطي المنشطات والغش في الرياضة التي تؤمن بالمساواة والعدالة والنظافة والتنافس الشريف .
لقد أقام الإعلام الرياضي وغيره من صنوف الإعلام الدنيا واقعدها لما حصل مؤخرا في مباراة فريقي استنبول باشاك التركي الشهير وسان جيرمان الفرنسي ضمن دوري أبطال أوروبا عندما تلفظ الحكم الرابع الروماني بألفاظ عنصرية مقيتة وجهها لأحد عناصر طاقم التدريب للنادي التركي وهو كاميروني مما اجج الموقف فاوقف الحكم المباراة بموافقة ورضا الفريقين المتنافسين وبقية أركان المباراة .
المهم في الموضوع أن الجميع وقفوا وقفة رجل واحد ضد الحكم المخطئ وضد الألفاظ العنصرية المسيئة التي حاول أن يجسدها عمليا في المباراة علما بأن سجله مليء بالأخطاء والعقوبات والإساءة للروح الرياضية .
استأنفت المباراة بطاقم حكام جديد وساد خلالها نداء واحد وهو تعالوا لنلعب مباراة رائعة فنحن عائلة واحدة وهذا فعلا ما تم حيث انتهت المباراة بفوز سان جيرمان 1/5 في جو من الروح الرياضية الأصيلة.
لقد أعجب الوسط الكروي في العالم حيث نشر هذا الأمر في بالعديد من وسائل الإعلام بالتصرف النزيه والشجاع لنجم سان جيرمان البرازيلي نيمار وبقية زملائه وكذلك فريق باشاك التركي حيث تصرفوا كفريق واحد ملتزم ضد هذا التصرف الأحمق الذي مر بسلام على أمل أن يتخذ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قرارا بشطب هذا الحكم الروماني من سجلات الاتحاد واللعبة وكذلك ضد الاتحاد الروماني لكرة القدم الذي يسمح لمثل هذا الحكم المشاركة في تحكيم اللعبة .
لقد تحدثنا مرارا وتكرارا عن موضوع التحكيم والحكام وقلنا إن التحكيم الجيد بما فيه سلوك الحكام لأنهم الضمانة والركيزة الأساسية لحماية اللعبة والرياضة حيث يفترض أن يكون الحكم مثالا يحتذى في الجانب المهني للتحكيم واخلاقياته ومثله.
*رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية