البعد الثالث في الرياضة والفن التشكيلي
أ.د.فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – مساء اليوم بدعوة كريمة من الفنان التشكلي الاستاذ خليل الكوفحي برعاية الاستاذ الدكتورة الاكاديمية المعروفة انصاف الربضي لافتتاح المعرض الفني للفنانين خليل الكوفحي وعمرو ابو غربية .
وبعد الجولة التوضيحية على مجموع اللوحات والتي بلغت ما يزيد عن عشرين لوحة معبرة عن احداث سياسية وثقافية واجتماعية.
توقفت مطولا عند الحديث الذي سمعته عند الشرح والحوار عن اللوحات التشكيلية والتي يصعب فمهما الا بعد الاستماع إلى الأبعاد المتعددة والزوايا الهندسية لروية الفنان في رسوماته والتعليق على الاسئلة من الحضور وخلاف ذلك تبقى اللوحة صامتة بالنسبة لي ولمثلي الذي لا يفرق بين الموناليزا واي لوحة ملقاة على قارعة الطريق وببعد واحد فقط ، وهذا الذي يميز الفن التشكيلي في ابعاده واهدافه الفنية المتعددة .
وهنا تحضرني الرياضة بأبعادها الجمالية والفنية والتي يصعب فهمها على الانسان المشاهد وحتى الممارس دون توضيح من (الرسامين) من اهل الاختصاص حيث يقتصر حضور مباراة كرة قدم مثلا للجمهور العادي على التشجيع والذي قد يخرج عن الذوق العام والذي لا يرى فيه المشاهد سوى فريقه وقد يدير ظهره احيانا للمباراة للتشجيع الاعمى دون ادراك للأبعاد الاخرى في الملعب والذي يجب ان تدرس له في المدرسة والجامعة وعلى كل المنصات الرقمية والذي يتمثل في الاهداف الاساسية للرياضة وان يرى الملعب والمدرجات وجمالية المكان والألوان الزاهية التي تزين المدرجات والشعارات الطيبة والتي يفترض ان يتبادلها الجمهور دون اللجوء للعنف والتعصب بكافة اشكاله وهنا يصعب رؤية الأبعاد المتعددة دون شرح وتوضيح من اركان اللعبة (المدرسين والمدربين والإداريين واللاعبين الخ ) تماما كما يقوم الفنّان التشكلي بتوضيح ابعاد لوحاته للحضور ودون ذلك تبقى الرياضة صماء ( لوحة باهتة ) ولا تفهم بمعناها الحقيقي دون توضيح لأبعادها المتعددة (الفنية والمعرفية والاخلاقية والإنسانية والجمالية والنفسية الخ ) .
فهل يقوم أصحاب الاختصاص بتقديم الرياضة بكافة اشكالها وبأبعادها المختلفة حتى يفمهما المشاهدون والممارسون كلوحة فنية راقية جميلة.؟
العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك