هل يحارب اتحاد الكرة نفسه؟
اتحاد كرة القدم اليوم يتقمص شخصية “جريندايز” البطل الذي لا يقهر، فهو لا يخشى تعدد جبهات القتال، بل أنه استحدث جبهات جديدة لم تكن معهودة، رغم حاجتنا لجبهات هادئة لخدمة منتخبنا المرشح لبلوغ المونديال.
الاتحاد يخوض حربا على جبهات الأندية، حيث انتصر على جبهة فرق المحترفين، فيما يخوض الآن حربا شرسة مع أندية الأولى والثانية، وسبق للاتحاد وأن فتح جبهة مع شركة المناصير صاحبة الفضل في دعم الاحتراف في الأردن، واتبعها بحرب مع المدارس الريادية صاحبة الدعم المالي الكبير، وتعملق بفتح جبهة مع مدربي المنتخبات مثال عدنان حمد ومن ثم المغربي الحسين عموتة، قبل أن يفتح الاتحاد جبهة مع الجمهور الذي طالب بتوضيح حقائق ما جرى مع عموتة، خاصة فيما يتعلق بالشرط الجزائي والتفاصيل الأخرى.
الاتحاد لم يتوقف عن فتح الجبهات، بل دخل في حرب باردة مع أعضاء في مجلس إدارته، في حرب لا نعرف من المنتصر فيها أو الخاسر، ليواصل اتحاد البحث عن جبهات أخرى ليختار أيضا فتح جبهة مع الإعلام.
الاتحاد ايضا أصبح بطلا في إصدار البيانات، ونحن تعلمنا أن أي مؤسسة كبيرة لا يجب أن تصدر بيانا إلا عند “الشديد القوي”، ويبدو أن الاتحاد يرى في بياناته “الشديد القوي”!
الاتحاد فتح النار على لاعب أردني يدعى عمر صلاح، رغم أن التعامل مع هذا الموضوع كان يمكن أن يكون بشكل أكثر احترافية، فالاتحاد يفترض أن لا يصدر بيانا بشخص أو بلاعب لأن مقام الاتحاد كبير فهو مؤسسة وطنية يرأسها أمير محبوب، ولا يجوز أن يدخل في معارك مع أفراد.
اتحادنا تعملق وقرر فتح جبهة خارجية (نحن بغنى عنها) بدأت انعكاساتها السلبية تظهر، حيث بدأنا نلمس آثار هذه المعركة على احتراف لاعبينا وحتى على علاجهم في الخارج، بل تعدى للتأثير بطريقة أو أخرى على مشوار منتخبنا في التصفيات.. من يتابع بدقة شؤون الكرة الأردنية يستطيع التعرف على الجبهة التي نعتقد أنها نجحت في النيل منا سريعا.
الموضوع ليس جبهات وحروب ومعارك وفرد عضلات.. الأمر هو أننا نحتاج لقناعة بأن من لديهم رأي آخر، ليس بالضرورة أن يكونوا أعداء.. نحن سنحارب للدفاع عن حلم بلوغ المونديال.