أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – بعد ظهر أمس الجمعة حضرت شوط مباراة كرة قدم لمجموعة من الفتيان في ملعب نادي الكرمل بمخيم الشهيد في اربد.
وكان الطرف الضيف قد حضر من مدينة طوباس بالضفة الغربية المحتلة وقوامها اكاديمية كرة قدم لمجموعة من الفتيان في اعمار صغيرة .
وفي الحقيقة لم اهتمّ كثيرا بالمهارات وخطط اللعب والمستوى البدني للاعبين لانه تحصل حاصل وتتفاوت في مستواها بنسب ضئيلة في هذه المرحلة السنية تبعا لعوامل عديدة لا مجال لعرضها في هذا المقام.
ولكن الذي استوقفني مطولا هو العزيمة والإصرار في عيون ووجوه أشبال فلسطين وهم يلعبون الكرة ليراهم الجميع وليثبتوا للعالم انه رغم الجراح والألم والمعاناة وحواجز القهر التي يفرضها العدو الصهيوني الغاشم في كل مكان في فلسطين ومع كل هذا يتحدون العدو ويلعبون الكرة تحت القصف وفوق الأنقاض ويودعون الشهداء وينتفضون في وجه العدو بملابس الرياضة كلما أتيحت لهم الفرصة للمواجهه ، ويرون في كرة القدم رسالة سلام ومحبة وانهم يعشقون الحياة ككل شعوب الارض.
واقتربت من الفتيان الضيوف وتحاورت معهم فوجدت أن لكل منهم حكاية مع الصهاينة فمنهم ابن شهيد او شقيق أسير وأحدث موقف كان لشقيق احدهم الذي استخدمه الصهاينة درعا بشريا لاعتقال بعض المقاومين عند اجتياح طوباس في الايام القليلة الماضية.
فرغم كل ما يتعرضون له في فلسطين يلعبون الكرة تحت الحصار والقصف لانهم دعاة سلام وليسوا سوى مدافعين عن حقوقهم في الحرية والكرامة والعدالة كبقية شعوب العالم .
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك