دكتور نخلة أبو ياغي يكتب…..على طائرة النشامى
كتب ا.د. نخلة أبو ياغي
قدّر لي، و بمحض الصدفة و بخالص الفأل الحسن، أن تكون رحلة إجازتي الصيفية في الذهاب و العودة، على ذات الطائرة الميمونة التي أقلت النشامى في معسكرهم التدريبي الأول رفقة الجهاز الفني الجديد بقيادة الكابتن جمال السلامي ، و كم كان هذا الموعد غير المخطط له فرصة رائعة للخروج بانطباعات أولية عن الكتيبة الأردنية في بداية مشوار الإعداد للدور الثالث من تصفيات كأس العالم.
و قد أبهرني الانضباط الشديد الذي ظهر عليه أبطالنا بلباسهم الأحمر الجديد الذي تزينه النجمة السباعية الفاخرة، و الاحترافية العالية للطاقم الإداري و الطبي. و قد تحرك الكابتن السلامي بوقار وهيبة في طليعة الوفد المسافر، فيما كان نجوم الفريق في غاية البشاشة واللطف مع جميع المسافرين الذين بادلوهم التحايا والابتسامات، ولم يرفض النشامى طلباً من عشاقهم لأخذ صورة تذكارية أو تبادل حديث لطيف. و تبسم الحارس الأمين يزيد أبو ليلى عندما سألته عن سر الضمادة الصغيرة على طرف حاجبه الأيسر، وأوضح ضاحكا أن السبب في هذه “الإصابة” يد ابنته الصغيرة حماها الله ، فيما تلطف النجوم عبدالله نصيب ومحمد أبو زريق “شرارة” وعبدالله الفاخوري بالتقاط صور تذكارية مع كاتب هذه السطور.
لكن لغة الجسد التي تتدفق من معسكر أبناء السلامي تشي بالكثير من التصميم على إحداث إنجاز كبير في التصفيات المقبلة. و تذوب النادوية بين الرفاق على أجنحة الرحلة، و في جميع الأحوال يمكن للملاحظ الحصيف أن يناظر كيف يترافق المدافعون معا و المهاجمون سوية في “تشكيلات” غير رسمية تحكي عن صداقات بحكم الاختصاص. ترى أصحاب الخبرة يعطفون على الشباب، أما النجوم الصاعدون فيتحرقون لاثبات الذات في كل خطوة و في كل كلمة. هذا التبادل الأثير في معطيات الحواس بين المخضرمين من أمثال:
سالم العجالين ورجائي عايد و براء مرعي وفراس شلباية يتقاطع مع تلهف مهند أبو طه ومحمد أبو النادي وعارف الحاج وسيف درويش. هذه كتيبة تعج بالمشاعر و تعرف ماذا تريد.
عادت طائرة الرحلة بسلام إلى أرض الوطن، و قد كان الانطباع العام لدى النجوم أن المعسكر حقق أهدافه، أما السلامي ففرض أحترامه على الجميع من الساعة الأولى. وقد حرصت أن أوجه التحية لطبيب المجموعة البشوش و المبتسم دائما، وأن أشكر إداري المنتخب على جهده الواضح وقيادته لفريق منضبط محترم. و قد كانت عطلتي مع العائلة ممتعة جدا، و زادها ألقاً ذاك الشعور الكبير بالفخر الذي غمرني بصحبة النشامى.
و فيما خرجنا نعانق صباح عمّان الحبيبة قطعت لهم في سرّي وعدا مجبولا بأمنية غالية، و هو أن أكون، إن شاء الله، على طائرتهم يوم يرتحلون لكتابة التاريخ في المونديال القادم!.
**محلل رياضي وأستاذ الطب وجراحة العيون في الجامعة الأردنية
*صورة : الدكتور نخلة ونجله يتوسطان ديارا وشرارة