التكاثر البكتيري لتخصص التربية الرياضية في الجامعات الأردنية
أ.د. فايز أبو عريضة
في بداية العام الدراسي 2025/2024 سيكون هناك عشرات الأقسام للتربية الرياضية في الجامعات الخاصة لدرجة البكالوريس ومنها من افتتح برنامجا للدراسات العليا والبقية في مرحلة التفكير بذلك رغم افتقار العديد منها للإمكانات والمنشآت الرياضية اللازمة بحدها الادنى.
إضافة إلى خمس كليات للتربية الرياضية في الجامعات الحكومية ومعظمها تمنح درجات اعلى من البكالوريوس
اذن نحن بصدد تخريج الالاف من خريجي التربية الرياضية في السنوات القليلة المقبلة دون تخطيط او تنسيق اوحتى دراسات بحثية وميدانية لمعرفة حاجة سوق العمل ونوعية الخريج وكفاءة اعضاء هيئة التدريس في تلك الجامعات بحيث اصبحت العملية مجرد تاجيل للبطالة ليس إلا وضخ الخريجين إلى الشارع.
ونحن نرى ان تخصصات التربية الرياضية والعلوم المرتبطة بها متشعبة كعلوم الصحة والتربية والثقافة والعلوم السياسية والاجتماعية والاعلام والتقنيات الرقمية والطب والهندسة والتأهيل الوظيفي وغيرها يمكن ان تكون عاملا ايجابيا في تاهيل المنتسبين إلى تلك الجامعات بكفاءة عالية.
وهذا يتطلب ان يبدا التنافس بين الجامعات في اعداد برامج وخطط دراسية جديدة مرتبطة بعلوم الرياضية لا ان تكون منسوخة ومكررة عن جامعات اخرى محلية او عربية لغايات الاعتماد.
ولمسنا ذلك من بعض الجامعات والتي أظهرت الجدية في تحديث خططا دراسية والاستعانة بخبراء متخصصين
ومنهم من نسخ خططا قديمة وعفى عليها الزمن.
والامر الاخر هناك جامعات تبحث عن أعضاء هيئة تدريس على سوية عالية ولهم سجلات ناصعة في البحث العلمي والتدريس وأسماء لها تاريخ في الرياضة الوطنية والعربية ويحظون باحترام الشارع الرياضي ويشكلون اضافة نوعية لتلك الجامعات ، ومنها من تبحث عن تعبئة المراكز بأرخص الأثمان دون احترام لعضو هيئة التدريس او للكفاءة وانما لملئ الشواغر لغايات الالتزام بشروط الاعتماد المقررة من مؤسسات التعليم العالي المختصة ،
وفي ضوء ذلك ندعو إلى لقاء بين اهل الاختصاص واصحاب الخبرات مع مجلس التعليم العالي لوضع النقاط على الحروف بحيث لا تكون الاعتمادات شكلية دون تدقيق في كل التفاصيل والمتطلبات اللازمة، والذي قد يتبعه ندامة حيث لا ينفع الندم بعد فوات الآوان.
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك