صالح الراشد يكتب …..شوبير “حدوتة” مصرية إبداعية
صالح الراشد
ستادكم نيوز – لم تتغير العقلية العربية في قتل الابداع ومحاربة المبدعين، وهذه العقلية قديمة في وجودها مستمرة في تأثيرها، فقدم لنا التاريخ محمد بن القاسم فاتح السند كمثال، وفي العصر الحديث لم يتغير الحال فأصبح المبدعون الأكثر تعرضا للهجوم ممن هم دونهم، ليبرز المثل الإنجليزي في الواقع العربي “الشجرة المثمرة ترمى بالحجارة”، وكلما زادت خيرات الشجرة يتزايد عدد من يرمونها بالحجارة على أمل أن ينالوا من خيرها أو يجعلوها شبيهة بفكرهم.
وما جرى مع الكابتن أحمد شوبير لا يخرج عن هذا النص، فالحارس المبدع والإعلامي القدير الذي حصد وبرنامجه “ملعب أون تايم” جوائز تفوق ما نالته قنوات بجميع برامجها، تعرض للعديد من حملات النقد والتشهير لكنه كالطود العظيم لم تؤثر فيه بل ازداد طيباً وتواضعاً مع الجميع، ليشكل حالة متفردة لينال احترام العقلاء في شتى الدول العربية، وكسب محبة جميع من قابلهم، لكن في عصر العالم الافتراضي الذي يعشّش فيه الذباب بكثرة حتى أصبحوا يتجولون على شكل غيوم تمطر الشرور أو قطعان ذئاب متجوله لا تحمل هوية إلا الكراهية، لم يجد هؤلاء بداً من محاربة شوبير في عالم الوهم كونهم سيخسرون في عالم الإنسانية.
الغريب العجيب ان الشركة التي أبدع وتألق بها شوبير قد اتهمته بالخروج عن الإطار المهني، وهذا مصطلح فضفاض يجعل من البسمة خطيئة ومن تشجيع فريق معصية ومن الدفاع حتى عن القومية العربية جريمة كُبرى، واستغربت كيف توجه هذه التهمة لشوبير وهو المحاضر الدولي في الإعلام الرياضي، وشكلت محاضراته في المهنية الإعلامية إطار ثابت لعديد الزملاء في الوطن العربي لتصبح مدرسة شوبير في المهنية مرجعاً أصيلاً في الإعلام الإحترافي.
لم ولن يخسر شوبير الذي يملك أكبر قاعدة مشاهدين في العالم العربي، وستتسابق القنوات المصرية والعربية على استقطابه للارتقاء بقدراتها وزيادة عدد مشاهديها، وسيثبت للجميع انه من العار توجيه تهمة الخروج عن المعايير لهرم إعلامي، لندرك أن الغاية والهدف ليس الاضرار بشوبير شخصياً بل بالحالة الإعلامية المصرية من خلال محاربة مبدعيها، لكننا تعودنا أن الحق أبلج والباطل لجلج، ومن العار أن يتحكم العالم الهلامي بالواقع الإنساني، فالكابتن شوبير رجل التحدي وأيوب الصبر “حدوته” مصرية في عالم الإبداع.
آخر الكلام:
كم رجل حاول تسلق الاهرامات فسقطوا تباعاً وبقيت الأهرامات، وهذا حال الهرم شوبير.