فايز نصار يكتب….قدما … أيها الفدائي !
فايز نصار
ستادكم نيوز -منذ ولادتنا حملنا من أحشاء أمهاتنا أحلاما لا تقف أمامها الحدود.. أليس من حق الفلسطيني أن يحلم مثل كلّ الناس، ويتنقل في بلاده مثل عباد الله، ويلعب الكرة مثل الآخرين ؟
كانت كلّ الأحلام – وما زالت – مشروعة، وطالما كانت النفوس كبارا، تعبت في مرادها الأجسام، والله يشهد أنّ شعبنا اجتهد، وتعب في معارك وجوده، وصون إرث أجداده، ومشاركة الخيرين إبداعاتهم في مختلف المجالات.
عندما كنا صغاراً، كانت أحلامنا تسافر بنا إلى ملاعب كلّ الدنيا، آملين أن يأتي اليوم، الذي نشاهد فيه منتخب كلّ الفلسطينيين، يزرع رايات المجد في كافة المحافل.. كنا نتخيل أدق تفاصيل المنتخب، الذي رسمناه في وجداننا، يحرس مرماه مروان كنفاني، ويقود هجومه الثلاثي عجور، وحاتم، والطوباسي، ويرصّ دفاعه المهدي، وأبو غيدا، والعباسي، وطوقان.. كنا حتى نكتب الكلمات الدافئة لنجوم الوسط عمر موسى، والبلعاوي، وبركات، وكنا نُحضر الأناشيد التي سنستقبل بها رجال المدربين ريمون زبانة، وسعيد الحسيني.
كنا نكثر من الحلم، وكانت الأيام تمضي، حتى صار لنا منتخباً فدائياً، حقق ما تبقى من أحلامنا، وقارع كبار آسيا، منذ تجسدت هويتنا الكروية الحديثة في بطولة التحدي، وما تلاها من تأهلات لمونديال القارة الكبرى.
واليوم.. وبعد وصول الفدائيين إلى مشارف الحلم الموندياليّ، تعالوا نلامس أحلامنا، ونصفق بحرارة لجنود الرائع مكرم دبدوب، الذين حسبوا حساب الحقل والبيدر، واستفادوا من حالة النهوض الرياضي الكبير، الذي يقوده بكفاءة القائد أبو رامي !
ولا عزاء هنا لمن شككوا يوماً بقدرة نجوم الفدائي على تحمل المسؤولية، والذود بشرف عن قميص الوطن المفدى، مقدمين أفضل صور التضحية فوق المستطيل الأخضر، مسمعين العالم صوت المعذبين على هذه الأرض، التي يحاول الغرباء تهويدها .
المهم أن الفدائي الآن في نهائيات آسيا للمرة الرابعة، وأكثر من ذلك، فإنّ منتخبنا سيواصل الحلم الموندياليّ الكبير، وستكون مبارياته القادمة منصات تُسمع من لا يسمع صوت أحفاد كنعان.
*صحفي فلسطيني