دكتور أبو ياغي يكتب…وعد المونديال: الأردن يطلب الحسم أمام الذئب الطاجيكي
كتب د. نخلة أبو ياغي
ستادكم نيوز _ يقف المنتخب الوطني الأردني على مفترق محفوف بالمخاطر عندما يلاقي ضيفه منتخب طاجكستان في الجولة قبل الأخيرة من التصفيات التمهيدية لكأس العالم و أمم آسيا يوم الخميس السادس من حزيران على ستاد عمّان الدولي لحساب المجموعة السابعة. و سيتوجب على النشامى الإجابة عن أسئلة ملحة كثيرة لعل أهمها على الإطلاق هو: هل الأردن قوي بما يكفي على أرضه لمواصلة حلم المونديال؟
فمنذ الظهور التاريخي للفريق الذي فاجأ الجميع في أمم آسيا الأخيرة في قطر، حين نجح المدير الفني للفريق الكابتن حسين عموته في قيادة الفريق نحو نهائي مثير أمام العنابي، و الشارع الأردني يتساءل ان كان بمقدور الثعلب المغربي الصارم أن يحبس، مرة أخرى و على التوالي، الرعد والبرق وكل النجوم في مصباحه الذي أطلق منه عملاقا أبيضا نال وصافة القارة ذات شتاء في الدوحة.
لكن الوضع في التصفيات المزدوجة جد دقيق، فالبداية كانت متأرجحة بتعادل عصيب في دوشنبه، ثم تلتها خسارة مرّة أمام أخضر سعودي شاب في قلب عمّان. و رغم فوزين متتاليين متوقعين أمام الخصم الباكستاني الضعيف، فإن المركز الثاني الذي يقف فيه منتخبنا في جدول المجموعة هو منطقة دافئة وهمية، لأن أي هفوة أمام الفريق الطاجيكي العنيد على ملعبنا ستعني حتمية تحقيق الفوز على كتيبة مانشيني المرتاحة في الرياض، او الموت الزؤام.
تاريخيا فان منتخبنا الوطني ظهر متذبذبا على أرضه في المواعيد المهمة. فقد كان ستاد عمّان شاهدا على انتصارات رائعة و نكسات قاهرة كلفتنا الكثير. كما أن نتائجنا أمام المنتخبات المتوسطة لم تكن دائما كما هو مأمول، فهل تستطيع كتيبة عموتة أن تكتب تاريخا جديدا من ستاد عمّان؟
لا شك أن المهمة معقدة أمام فريق مجتهد ظهر بشكل ممتاز في البطولة الأممية الأخيرة، و طاجكستان أحرجت السعودية على أرضها و خسرت بصعوبة بهدف من مجهود متفرد، و قنصت من الأخضر تعادلا تاريخيا في الإياب، فماذا يخبئ لنا الذئب الجبلي الطاجيكي
نحن نحضر لهم بركانا ملتهبا في ليلة مشهودة. سيكون جمهورنا الكبير كلمة السر في تحفيز النشامى لتقديم مباراة نارية أمام خصمنا المباشر على بطاقة التأهل. منتخبنا و جمهورنا مدعوون لتقديم كرة قدم على أعلى مستوى لإثبات أن طموح المونديال لدينا عظيم لا ينكسر، و لأن اجتياز هذا الاختبار بنجاح يعني تثبيت أقدامنا في المكان الذي نستحق بين كبار القارة، أما الفشل في هذه المهمة الدقيقة فسيعني لا سمح الله ضياع جيل كامل من النجوم لسنوات عجاف ثلاث، و هذا ما لا نريده و ما لا نستحقه.
العودة للمنافسات الدولية بعد توقف طويل قد تكون أحيانا مرتبكة و غير واثقة الخطى، لكن نجومنا ومدربهم يدركون أن الخطأ ممنوع أمام طاجكستان في حزيران، و الفوز الصريح مطلب لا حياد عنه، و تحقيقه سيحقق تأهلا عزيزا نبني عليه بقوة، و سيمنحنا مباراة بلا ضغوط أمام الشقيق السعودي، نلعبها لنستمتع و نسطع و نمتّع.
يا أبناء وطني الحبيب، هل الأردن قوي بما يكفي على أرضه؟ سؤال سيكون له وزن كبير جدا في جولة التصفيات النهائية التي نتمنى أن نكون فيها بعد شهور. لكننا لن نستعجل الأمور، لأن الجواب القريب على هذا السؤال أمام طاجكستان سيكون من حناجر الأردنيين و من عزم النشامى الرجال الرجال أصحاب القلب الكبير.
جوابنا الهدّار سيكون… نعم!
*محلل رياضي وأستاذ الطب وجراحة العيون في الجامعة الأردنية