صالح الراشد يكتب…إنفانتينو يكذب بمنتهى الصدق ويخذل فلسطين
صالح الراشد
ستادكم نيوز – يجيد اللعب على الحبال ويكذب بمنتهى الصدق والروعة، فتشعر بأن حديثه صواب فيما هو صائب في اتجاهات هو يحددها وكارثي لما يتعارض مع رغباته، لذا حين طُلب منه معاقبة روسيا لم يهدر الوقت في اجتماعات خادعة لن تمنحه القدرة على اتخاذ القرار، لذا فقد قرر بصورة “عنترية” منع روسيا من المشاركة في البطولات الأوروبية والعالمية، ولم يجرؤ أحد في المجلس على معارضة قرار محكوم بقوة إنفانتينو وسطوته على الجميع، ليشعر المراقبون أن المجلس مجرد موظفين عند رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ولا يحق لهم الاعتراض أو حتى محاولة التصويب.
وبالمناسبة هذه أمر ليس بالجديد على الاتحاد الدولي المحكوم من قبل الرئيس دوماً، فيما البقية مجرد شهود على قوته وقدرته على البطش بمن يريد مسيريه ومموليه أن يبطشوا به، فهو مجرد بيدق بيد قوى سياسية عالمية جعلت منه واجهة رياضية إنسانية لاستخدامه وقت الحاجة لتحقيق رغباتهم وأهدافهم، وهذا أمر تحقق في الحالة الفلسطينية التي تحتاج لزخم في عدد الداعمين لها لإجبار المتجبر إنفانتينو على دعم مطالب الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الاردني ورئيس اتحاد غرب اسيا والفريق جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني بمنع الكيان الصهيوني من المشاركة في أي بطولات يُشرف عليها الاتحاد الدولي.
وهنا لم يُخيب إنفانتينو داعميه فنفذ المطلوب حرفياً، فلم يرفض الطلب الأردني الفلسطيني بل قام بتحويله للجهات القانونية لإجراء تقييم قانوني حول الحق الفلسطيني، وهنا ثبت للجميع ان إنفانتينو كذاب أشر كان عليه أن يتخذ القرار عبر المجلس المُصغر كما فعل مع روسيا بمعاقبة الكيان الصهيوني ومنع أنديته ومنتخباته من المشاركة في البطولات التي يشرف عليه الاتحاد الدولي، لكن إنفانتينو قرر تنويم القضية لعلها تدخل في مرحلة الموت السريري وينتهي الأمر ويتراجع الفلسطينيون عن طلبهم بمعاقبة الكيان، وغاية الرئيس أن لا يُغضب الدول العربية التي تساند الحق الفلسطيني ولا يُغضب الكيان الصهيوني والقوى العُظمى التي تقف وراءه وتسانده بكل قوة، وفي الحالتين سيكون هو الخاسر للمال لوفير من الجهتين، لذا فقد أقدم على تلك الخطوة الذكية لكنها ليست عادلة.
لقد أسقط إنفانتيو منظومة القيم والأخلاقيات وسياسة الفيفا لحقوق الإنسان والتي تعبر عنها كرة القدم، وأظهر للعالم بأنه مجرد موظف في مكتب تابع للصهيونية العالمية يأتمر بأمرها ويطبق ما تريده حتى قبل أن تتحدث كالموظف الذكي النشيط، واستنجد بلوائح الفيفا التي تنص على بقائها محايدة في الأمور السياسية والدينية مع وجود استثناءات تم تطبيقها على روسيا وقبلها يوغسلافيا وجنوب أفريقيا، فيما هذه الاستثناءات لا يطبقها على الكيان الصهيوني ببسب القوى الداعمة للكيان والتي تقدم الدعم المالي للفيفا من خلال مجموعات الشركات التابعة للكيان أو داعميه، وبالتالي لا يمكن أن يغضب المدعومان من ذات الشركات داعمهم ليكون قرار الفيفا غير المبرر إلا بأن الفيفا قوة تابعة لقوة أعظم.