دكتور أبو عريضة يكتب…تدريس التربية الرياضية في المرحلة الابتدائية له نكهة خاصة
أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – عندما ذهبنا مجموعة من مدرسي التربية الرياضية إلى قطر على سبيل الإعارة عام 1975 ،
وكانت المدارس الثانوية في الدوحة لاتتجاوز اصابع اليد الواحدة ، ولذلك جاء التحاق معظمنا بالعمل في مدارس ابتدائية ، وكان تعييني في مدرسة عثمان ابن عفان الابتدائية في منطقةُ المنتزة بالدوحة ، وفي بادئ الأمر قد يصاب الواحد بحالة أنفعالية ومزاجية غير سارة.
لاننا كنا نعتقد غير ذلك رغم انها لا فرق بين المعلمين في المراحل سوى في عدد الحصص الأسبوعية فقط ،
وبعد ان بدأنا العمل مع مجموعة من المدرسين من الدول العربية وأغلبهم من مصر والسودان وقطر وكنا اسرة واحدة متحابة ومنسجمة في العمل بشكل رائع وهذا انعكس على الاداء سواء في التدريس او في تدريب الفرق الرياضية.
ولكن على المستوى المهني وجدت ان التدريس في المرحلة الابتدائية له قيمة كبيرة على اداء المدرس في مراحل قادمة لان له نكهة خاصة ، فمهما درست سيكولوجية الأطفال والفتيان لا يمكن ان تفهمها كما تمارسها عمليا وهذا ما كان.
ولذلك كان علينا ان ننزل بتفكيرنا وسلوكنا احيانا إلى ما يسمى المعلم الطفل او الطفل المعلم ، وللامانة والتاريخ فانني اعتبر ان خدمة خمس سنوات في المرحلة الابتدائية علمتني الكثير حيث امتزجت الخبرة (النظرية والتطبيق )بشكل كنت ارى فيها سعادة الطفل في هذا السن عندما يخرج للمارسة الحركة بحرية في حصة التربية الرياضية وارى الاهتمام والانتظار لهذه الحصة ولحسن الحظ انها كانت ثلاث حصص أسبوعية.
وكان الالتحاق بالفرق الرياضية للمدرسة سواء في النشاط الداخلي بين الصفوف في الصباح الباكر او الفرصة بين الحصص غاية وهدف النسبة العظمى من التلاميذ.
ومتعتنا كانت عندما يحضر معظم معلمي المدرسة لمباريات الصفوف واحيانا تمدد الفرصة لاستكمال مباراة،
وكانت مشاركة مربي الصف في قيادة وادارة فريق صفه تحظى بالتنافس بين المدرسين ايضا ومنهم من كان يتطوع لتدريب فريق الصف ويلعب معهم في معظم الاحيان .
اما المشاركات الخارجية في بطولات مدارس قطر والتي كانت نتاج مشاركة وجهد جماعي من كل اركان المدرسة ادارة ومدرسين وطلبة وأولياء أمور احيانا أدت ا لى فوز مدرسة عثمان ابن عفان الابتدائية بمعظم البطولات المدرسية في الألعاب الجماعية والفردية.
وكل هذه الذكريات حفرت في الذاكرة ولم ولن أنساها وكنت استخدمها واسترجعها لتوظيفها في التدريس بالجامعة لكل المراحل( البكالوريوس والماجستير والدكتوراه )لانني تعملت منها بالممارسة العملية كل الانعكاسات الايجابية على شخصية الطفل في مختلف النواحي النفسية والعقلية والاجتماعية والذهنية والبدنية والتي لم تتوفر في موقع او زمان آخر بهذا المستوى الذي عايشته لمدة نصف قرن في كل المراحل الدراسية في المدارس والجامعات في الداخل والخارج .
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك