مسارات صحية للرياضة الأردنية وتصفير البيروقراطية يعاظم الأحلام
صالح الراشد
تحتاج الرياضة الأردنية للوقت والمال والخطط الفنية وتطوير منظومة البطولات حتى تصبح الاتحادات الرياضية منافسة بشكل شمولي، من خلال تأهيل اللاعبين لمستوى أعلى بفضل الاحتراف العلني المتمثل بتواجد لاعبي كرة القدم والسلة في بطولات خارجية، وتعاملهم مع الرياضة كمهنة والارتقاء بفكر اللاعب، لتظهر النتائج بتأهل منتخب السلة ثلاث مرات لنهائيات كأس العالم ونيل منتخب القدم وصافة القارة الآسيوية وزيادة فسحة الأمل عند الجماهير لمشاهدة النشامى في نهائيات كأس العالم القادمة.
ولضمان الارتقاء السريع في بقية الألعاب تحتاج الرياضة الأردنية إلى تطبيق الاحتراف المبطن القائم على المعايشة في بطولات أقوى وأندية مميزة، وهذا يجعل اللاعبين يقدمون مستوى أفضل ويسعون للانتقال من المعايشة الاحترافية للاحتراف الحقيقي، وهذا مطلب هام في ألعاب كرة اليد والطائرة والطاولة وعديد الألعاب الفردية، وقد يحتاج هذا الأمر المال لكنه بحاجة للعلاقات المبنية على الاحتياجات المتبادلة أكثر.
وتعمل الأولمبية الأردنية والاتحادات الرياضية بطاقتها للاستفادة من الانجازات التي تتحق في الدورات الأولمبية والبطولات القارية، لزيادة الاهتمام بهذه الألعاب وبالذات التايكواندو والملاكمة والكاراتيه والجمباز وزيادة دعمها من قبل الحكومة والقطاع الخاص، كما ويعملون على زيادة قواعد الألعاب لإنتاج العديد من اللاعبين المبدعين من خلال التركيز على زيادة شعبية أصحاب الإنجازات للدخول بقوة لاقامة شراكات متكاملة مع القطاع الخاص، كما تضع الخطط لتطوير البطولات والتي تعتبر ضعيفة قياساً بمستوى منتخبات الإنجاز وبالذات كرة القدم والسلة والتايكواندو لضمان جهوزية أكبر عدد من الاعبين ولزيادة مساحة الاختيار عند المدربين.
وللحق تملك اللجنة الأولمبية الأردنية علاقات مميزة مع غالبية اللجان الأولمبية الأهلية في العالم إضافة لعلاقات قوية مع اللجان الأولمبية القارية والدولية، وتستطيع الأولمبية الأردنية من خلال الدكتور ساري حمدان نائب سمو رئيس اللجنة التواصل مع هذه اللجان وفتح الأبواب أمام لاعبي الأردن في الرياضات المختلفة لاقامة المعسكرات التدريبية ومعايشة اللاعبين مع لاعبي منتخبات قوية في الألعاب الفردية على وجه الخصوص، كما يملك عدد من رؤساء وأعضاء الاتحادات الأردنية علاقات مماثلة لعلاقات حمدان مع الاتحادات التي يعملون بها وهو ما يمكن من زيادة الفائدة، وهذا العلاقات إن لم يتم تجييرها لمصلحة الرياضة الأردنية واللاعبين المبدعين والذين يشكلون الأمل والمستقبل فإنها علاقات سلبية قائمة على استفادة الآخرين منا، لكننا نثق بقدرات الإداريين المميزين في الارتقاء بصناعة اللاعبين لتحقيق المزيد من النتائج المميزة في غالبية الألعاب في ظل وجود خامات أردنية تحتاج لزيادة خبراتها.
وتقسم الرياضات الأردنية حسب النتائج لثلاثة أقسام ففي قسم الابداع تأتي منتخبات كرة القدم والسلة والتايكواندو والملاكمة والاسكواش والجمباز، وتمثل الصورة الناصعة بانجازاتها وقوة مشاركاتها، وفي الوسط تتواجد اتحادات كرة الطاولة، الجودو، السباحة والفروسية، فيما تحتاج بقية الاتحاد لنظامي عمل متوسط وطويل الأمد للارتقاء صوب مراكز متقدمة من خلال التركيز على اليات زيادة التطوير وبالذات في مجالات التدريب ونظام البطولات.
ومن اجل النهضة الشمولية تحتاج اللجنة الأولمبية لإنشاء دائرة خاصة في مجالي الاحتراف والمعايشة، يقتصر عملها على فتح آفاق أوسع مع اللجان الأولمبية الأخرى، وان تضم هذه الدائرة مجموعة من الخبراء المميزين القادرين على متابعة اللاعبين وتقييم نسبة التطور عند كل لاعب لتحديد الجهة الأفضل للمعايشة، وفي الأردن يتواجد العديد من الخبراء المشهود لهم بالكفاءة العلمية والعملية والقادرين على مساندة الأولمبية والاتحادات في اختصار الوقت بتطوير اللاعبين لتحقيق المطلوب بزيادة الجهود التي أثمرت وطورت عدة ألعاب رياضية لتكون قادرة على تطوير البقية حتى تصبح الرياضة الأردنية سفير فوق العادة في شتى المشاركات .
آخر الكلام:
تقتل البيروقراطية كل شيء وتتسبب في تراجع أو بطء نهضة الدول، لا سيما في ظل تكدس الأنظمة والقوانين والإجراءات المتشابهة، ولم تنجو الرياضة من هذه البيروقراطية ومركزية القرار، لذا تحتاج الرياضة الأردنية إلى تصفير البيروقراطية لاختزال سنوات تجهيز اللاعبين لسنوات أقل.