صالح الراشد يكتب….كرة القدم.. بين النزاهة ونتائج العار
صالح الراشد
ستادكم نيوز – تعتمد كرة القدم على التخطيط داخل وخارج الملعب للوصول لأبعد مدى في البطولات، وهذا ما فعله منتخبا كوريا الجنوبية والأردن في المجموعة الخامسة لكن بطريقة مبتذلة سيئة الإخراج حين قررا الهروب من صدارة المجموعة تجنباً للقاء اليابان في الدور ثمن النهائي، فتعادلت كوريا مع ماليزيا عقب نهاية لقاء الأردن والبحرين، وهو اللقاء الذي خاضه لاعبو البحرين بكل نزاهة وتصدروا منتخبات المجموعة والذهاب بكل رجولة للقاء اليابان القوي دون خوف أو وجل، فيما ارتضت كوريا بمواجهة السعودية كون مدربها يعتقد ان المواجهة ستكون أسهل من لقاء اليابان، ولعب السعودي لقاءه الأخير أمام تايلاند بكل قوة وعجز لاعبوه عن هز الشباك التايلاندية ليحتفظ بصدارته للمجموعة السادسة ليقابل كوريا بكل أنفة وعزة.
فيما خاض النشامى لقائهم الأخير دون النجوم الذين يحملون بطاقة صفراء حتى لا يحصل أي منهم على بطاقة ثانية ويتم حرمانهم في مباريات الدور ثمن النهائي، وهذا تخطيط سليم وسَهَلَ من طريق الأردن للوصول للمربع الذهبي كون الفرص متكافئة، لا سيما أنه سيقابل العراق والفائز منهما سيواجه الفائز من الإمارات وطاجكستان، مما يعني ان الفرص متساوية لأي من المنتخبات الأربعة للوصول لمرحلة متقدمة في البطولة، لكن المُعيب كان في طريقة الآداء وإضاعة الوقت بصورة مشوهة رفضها الجميع حتى الجمهور الأردني في المدرجات.
وتختلف ثقافة كرة القدم ليعتبر البعض ان الهروب من اليابان أمر مدروس وتخطيط ذكي فيما يراه الكثيرون تخطيط معيب ، وانه كان يجب على الكوري أن يخوض لقاءه وماليزيا بكل قوة وأن لا يتقبل النشامى الخسارة، وذهب آخرون إلى أن ما جرى مهزلة توجب تدخل الآسيوي والتحقيق من نوايا المنتخبين الكوري والأردني باللعب للخروج بهذه النتائج لا سيما ان هدف التعادل لماليزيا جاء بعد نهاية لقاء الأردن والبحرين، وهو ما منح الكوري الوقت الكافي لتنفيذ مخططه.
وقارن الكثيرون بين ما قدمه منتخبا السعودية والبحرين من إصرار على الفوز كون من يبحث عن اللقب عليه أن يكون جاهزاً لمواجهة الجميع، وان الذهاب بعيداً في البطولة يجب ان يكون نزيهاً، ورغم ذلك لن يستطيع الاتحاد الآسيوي محاسبة كوريا الجنوبية لتعادلها بطريقة دراماتيكية أو الأردن لتقبله الخسارة أمام البحرين، كون لعبة الحسابات جزء من التخطيط للظفر بالقاب البطولات وارتفاع الجهوزية من لقاء للقاء، لنجد ان كرة القدم تخطيط وحسابات لا تجري البطولات دونها، ليعتبر الكثيرون بأن منتخب كوريا لو ظفر باللقب سيكون لقباً ملطخاً بالعار وأن نتائج الأردن مهما بلغت في البطولة ستكون بمذاق العلقم.
آخر الكلام:
لا زال لقاء ألمانيا والنمسا في نهائي كأس العالم في إسبانيا لحرمان الجزائر من التأهل للدور الثاني مثار جدل، ولا زال عاره يلاحق المنتخبين كونها لعبها دون نزاهة، فهل يلتحق بهما منتخبا النمور والنشامى، وهل سيصمت مجلس إدارة الاتحاد عن هذه الخطيئة، وماذا لو خسرت كوريا أمام السعودية والأردن أمام العراق.؟