اختبار حقيقي لقدرات “النشامى” بملاقاة كوريا الجنوبية بالكأس الآسيوية
ستادكم نيوز -الدوحة – وفد اتحاد الإعلام الرياضي
يخوض المنتخب الوطني لكرة القدم اختبارا حقيقيا غدا (السبت) في نهائيات كأس آسيا (قطر 2023)، من خلال مواجهته منتخب كوريا الجنوبية، في قمة مباريات الجولة الثانية من المجموعة الخامسة للمسابقة، والتي ستقام على ستاد الثمامة عند الساعة الثانية والنصف عصرا.
ويتطلع المنتخب الوطني لتحقيق أول فوز له في تاريخه على المنتخب الكوري على جميع الأصعدة، من خلال مواجهته له للمرة الثانية في النهائيات القارية، بعد أن تعادلا في أول مباراة بتاريخ مشاركات المنتخب بدون أهداف في نسخة العام 2004.
ويسعى “النشامى” في إثبات جدارته بصدارة المجموعة الخامسة، بعد أن حقق الفوز في المباراة الأولى على نظيره الماليزي برباعية بيضاء، فيما تغلب المنتخب الكوري الجنوبي على نظيره البحريني بثلاثة أهداف لهدف، ليلتقيا اليوم في الصراع على الصدارة وضمان التأهل لدور ثمن النهائي من المسابقة.
وبحسب الاجتماع التنسيقي والفني للمباراة، فإن المنتخب الوطني سيرتدي القميص الأبيض، فيما يلعب المنتخب الكوري الجنوبي بالرداء الأحمر.
وتقام المواجهة الثانية لحساب المجموعة ذاتها على ستاد جاسم بن حمد عند الساعة الخامسة والنصف عصرا، والتي ستجمع الجريحان المنتخب البحريني ونظيره الماليزي.
وتقام البطولة بنظام المجموعات، بحيث تتوزع المنتخبات المشاركة وعددها 24 على 6 مجموعات، بحيث يتأهل متصدر ووصيف كل مجموعة لدور الـ 16، بالإضافة إلى أفضل 4 فرق تحتل المركز الثالث، على أن تودع البطولة 8 فرق من الدور الأول.
“النشامى”.. وكسر العقدة
خلال 5 مواجهات سابقة، لم ينجح المنتخب الوطني في تسجيل نتيجة الفوز أمام كوريا الجنوبية، ما يعقد من مهمة المدير الفني للمنتخب الوطني الحسين عموتة قبل خوض المباراة، إلا أنه أبدى ثقته باللاعبين في حديثه بالمؤتمر الصحفي، طعما بالخروج بنتيجة إيجابية، بعد الفوز في المباراة الأولى.
وتأمل الجماهير بكسر العقدة التي تلازم المنتخب حينما يقابل “الشمشون الكوري” ، حيث تعقد آمالها على روح “النشامى” وعزيمة اللاعبين التي عادة ما تظهر في المواقف الصعبة، متأملة منهم أن يكملوا الصورة الحسنة التي كانت في أغلب فترات المباراة الافتتاحية.
وأنهى المنتخب تدريباته عصر الجمعة على ملعب العقلة في مدينة لوسيل، حيث أبدى جميع اللاعبين جاهزيتهم للمواجهة من الناحية النفسية والذهنية، وتأكيدهم بأن المباراة ستكون الاختبار الحقيقي لقدراتهم، ومدى قدراتهم على تجاوز المحطات الصعبة والمضي بعيدا في البطولة.
وتضم قائمة المنتخب للبطولة 26 لاعبا، وهم: يزيد أبو ليلى، عبد الله الفاخوري، أحمد جعيدي، عبد الله نصيب “ديارا”، يزن العرب، أنس بني ياسين، براء مرعي، سالم العجالين، محمد أبو حشيش، إحسان حداد، فراس شلباية، فادي عوض، رجائي عايد، نزار الرشدان، إبراهيم سعادة، نور الدين الروابدة، محمود مرضي، مهند أبو طه، أنس العوضات، محمد أبو زريق “شرارة”، موسى التعمري، علي علوان، يوسف أبو جلبوش “صيصا”، صالح راتب، حمزة الدردور ويزن النعيمات.
ومن المتوقع أن يواصل عموتة بالاعتماد بتشكيلته الأساسية على كل من يزيد أبو ليلى، سالم العجالين، يزن العرب، عبد الله نصيب، إحسان حداد، نور الدين الروابدة، نزار الرشدان، محمود مرضي، موسى التعمري، علي علوان ويزن النعيمات.
وبين عموتة في حديثه بالمؤتمر الصحفي الخاص للمباراة، أن اللاعب محمود مرضي تعرض لكدمة بسيطة في الفخد قبل مواجهة ماليزيا الأولى، وأن مسألة مشاركته من عدمها في المباراة ضمن الجولة الثانية من المسابقة ستتحدد بعد التدريب النهائي للمواجهة.
وأضاف: “الموقف الذي قام به مرضي في المباراة هو تعبير يفسر بعدة طرق، وهو لاعب ملتزم من الناحية الفنية والأخلاقية، ومن وجهة نظري سجل أجمل أهداف البطولة حتى الآن، وجميعنا نسانده لما قام به من موقف إنساني يحترم”.
ولفت عموتة إلى أن مواجهة كوريا الجنوبية صعبة، باعتبارها بأنها أمام منافس قوي ومتمرس على الصعيدين القاري والدولي، متمنيا بأن يحقق المنتخب الانتصار من خلال تركيز اللاعبين، وحضورهم الذهني والبدني في الملعب، ويأمل بالفوز من أجل ضمان التأهل للدور الثاني.
وتابع: “الفوز على ماليزيا برباعية نظيفة منحنا الدخول بأجواء أفضل في المباراة المقبلة، إذ منحنا الثقة داخل المجموعة، ولا يوجد أي مباراة سهلة في المسابقة، و4 فرق تقريبا أظهرت قوتها في الجولة الأولى من البطولة، وأثبتت قدرتها بالمنافسة على اللقب”.
وطالب عموتة من لاعبيه اللعب بروح قتالية والعمل على مجاراة المنافس، مؤكدا بأنه سيلعب بأسلوب يعتمد به في الاختراق من العمق وكسر الحواجز الكورية المتينة، وعدم الاعتماد في المباراة على الأسلوب الدفاعي.
وواصل: “هناك لاعبان مرشحان بالغياب عن المواجهة وسيتم تحديد مصيرهما من قبل الجهاز الفني والطبي، ونأمل بأن تكون الجاهزية البدنية لدى جميع اللاعبين مميزة بهدف تحقيقي نتيجة إيجابية”.
بدوره، أشار اللاعب نور الدين الروابدة، إلى أن المباراة قوية أمام المنتخب الكوري، باعتباره المرشح الأبرز للفوز بالبطولة، مبينا بأن اللاعبين يمتلكون ثقة بأنفسهم وقادرين على تحقيق النقاط الثلاث، وأنه وزملائه يعشقون التحدي وسيقدموا أفضل ما لديهم لإسعاد الجماهير الذي دعاها للحضور بكثافة بالمباراة.
“الشمشون”.. منافس شرس
لا يختاف اثنان على أن المنتخب الكوري الجنوبي واحدا من أبرز الفرق المرشحة للمنافسة على اللقب والظفر به للمرة الثالثة في تاريخه، لا سيما بوجود مدرب متمكن وهو الألماني يورجن كلينسمان، الذي بدأ مهمته الفنية معهم قبل عام تقريبا، ونجح في تحقيق نتائج ملفتة، إذ قاد كوريا في 12 مباراة، وفاز في 7 مباريات آخرها على البحرين، مقابل التعادل في 3 مناسبات، والخسارة في مباراتين أمام الأوروغواي والبيرو.
وقدم منتخب كوريا أداء متميزا في ظهوره الأول، وخرج بالنتيجة التي كان يطمح إليها، إلا أنه تأثر أمس بإصابة حارس مرماه كيم سيونج جيو بتعرضه لقطع في الرباط الصليبي، ليغيب عن بقية مباريات منتخب بلاده في البطولة.
ويعد المنتخب الكوري إحدى المنتخبات في القارة التي سبق لها الصعد على منصة التتويج والفوز بالميداليات الذهبية، حيث ظفرت بالكأس عامي 1956 و1960، وهي أول نسختين للبطولة التي تقام نسختها الثامنة عشرة حاليا في الدوحة بمشاركة 24 فريقا.
وسيعتمد كلينسمان في قائمته الأساسية بالمباراة على نجوم بارزة ومنها: سونج بوم كيون، لي كي جي، كيم مين جاي، بارك يونج وو، هوانج إن بيوم، جونج سيونج هيون، سيول يونج وو، لي جاي سونج، لي كانج إين، هيونج مين سون وتشو غوي سونج.
وأبدى كلينسمان احترامه للمنتخب الوطني، حيث قال خلال المؤتمر الصحفي إن المباراة صعبة على فريقه، حيث قدم “النشامى” حسب وصفه مباراة جيدة جدا، ويتمتع بهجوم قوي ويبحث عن التأهل للدور المقبل، ولا يعتمد في أسلوبه على اللعب الدفاعي، مبديا استعداد فريقه للمباراة للمضي قدما في البطولة، وأنه يحترم جميع منافسيه ولا يستهين بأحدهم.
وأشار لاعب المنتخب الكوري لي جاي سونج، إلى أن المباراة صعبة أمام المنتخب الوطني، وأنه وزملائه سيقدموا كل ما ليدهم داخل أرضية الملعب، على الرغم من مواجهة بعض الصعوبات التي مرت بالفريق، وآخرها فقدان حارس المرمى الأساسي بداعي الإصابة.
موازين القوة
وعطفا على ما تم رصده خلال المباراة الأولى لكل منتخب من مواجهة اليوم، فإن اللاعب موسى التعمري صاحب هدفين من أصل 4 أهداف للمنتخب في شباك ماليزيا، وأفضل لاعب في المباراة، فإنه يواجه برفقة بقية زملائه عددا من أبرز اللاعبين على صعيد القارة، والذين يتواجدون في عدد من الأندية الأوروبية المتقدمة.
وعلى الرغم من تواجد نجم نادي توتنهام سبيرز الإنجليزي هيونغ مين سون كواحد من أبرز اللاعبين في القارة الصفراء، فإن زميله لي كانغ إن نجم نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، قد سرق الأضواء من بقية زملائه في المباراة، وحصل على جائزة أفضل لاعب في المباراة، ليتم وضعه بمقارنة مع التعمري النجم الأبرز في صفوف “النشامى”.
وقدم التعمري مباراة جيدة من الناحية الهجومية، حيث سدد على المرمى مرتين والكرتان دخلتا الشباك، إلى جانب صناعته لفرصة بحسب إحصائيات من موقع الاتحاد الآسيوي، كما كسب خطأ لصالح فريقه، فيما مرر في المباراة 27 تمريرة، منها 3 تمريرات طويلة و24 قصيرة وبنسبة دقة تصل 77.8%، وبنسبة 65.2% دقة تمرير في منطقة المنافس، مع كسبه للكرة في الالتحامات مرتين.
الحال ذاته ينطبق على اللاعب الكوري لي كانج إن الذي سجل هدفين من أصل 3 لمنتخب بلاده، وقاده للظفر بأول 3 نقاط بالبطولة، من خلال تسديده على المرمى مرتين وهزا الشباك، فيما سدد كرة وحيدة خارج المرمى، مع قيامه بـ 3 عرضيات ناجحة، وصناعته لزملائه 3 فرص، ممررا في المباراة 45 تمريرة منها 3 تمريرات طويلة و42 قصيرة وبنسبة دقة تصل إلى 91.1%، وبنسبة 83.3% دقة تمرير في منطقة المنافس، مع نجاحه بالالتحامات في 8 مرات.