دكتور نخلة أبو ياغي يكتب ….أردن عموتة: الماء الفاتر يجلب الصدأ و لا يفلّ الحديد
د. نخلة أبو ياغي
ستادكم نيوز – بعد الظهور الودي البائس لمنتخبنا الوطني الأردني أمام النرويج و من ثم أذربيجان فلا بد من وضع نقاط حارة على الحروف: قد لا يلام الحسين عموتة كليا على النتيجتين الخائبيتن، لكنه فشل بلا شك في تسجيل بداية ألمعية و سعيدة لعهده التدريبي مع النشامى.
المدير الفني المغربي المحترم و المحترف لم يتمكن من إحداث صدمة إيجابية في كتيبة الفريق الأردني في ظهورها الأول، فتشكيلته المعلنة أعطت شعورا دافئا بالأمان للأسماء المعتادة في قائمة الفريق. لاعبون معروفون انخفض مستواهم بشكل واضح و يعانون للحصول على دقائق لعب في فرقهم مثل صالح راتب و نزار الرشدان وجدوا أنفسهم على قائمة “الشنجن” مستدعين للسفر. نجوم اختارت حفنة من دولارات في دوريات متواضعة تم استدعاؤها لتاريخها السابق و خبرتها الدولية. لا يشعر اللاعب في الأردن أنه بحاجة لأن يقاتل لينال فرصته مع المنتخب. يكفي أن تكون إبن القطبين في مرحلة ما لتنال بطاقة دعوة لتمثل النشامى. و العكس أيضا صحيح: اختار عموتة أن يترك أفضل حارس في الأردن في بيته و يطير بثلاثة آخرين. لو أن مالك شلبية مع الفيصلي أو الوحدات لرأينا دون ريب قرارا آخر.
غريب أن المدير الفني لم يدرك بعد مباراة النرويج أن هناك مشكلة كبيرة في مركز الظهير الأيمن، ورغم ذلك لم يحظ ظهير المنتخب الاولمبي المتوهج و الفائز بذهبية غرب آسيا يوسف أبو الجزر بدقيقة لعب واحدة! كما نجح عموته في تفكيك مثلثه الهجومي الرهيب (التعمري- علوان- النعيمات) بالأصرار على فصلهم عن بعض و البدء أمام رفاق هالاند بثلاثة لاعبي ارتكاز في وسط الملعب لم يبرز منهم أحد و ظهروا تائهين في مراكزهم.
نعم لا زال عموته في البداية لكن الوقت يداهمنا و التصفيات على الأبواب، و المنتخب الوطني ينوء بحمولة زائدة من لاعبين يشعرون في قرارة أنفسهم أنهم ضامنون لمراكزهم مهما كان مستوى الأداء. كان بإمكان المدير الفني أن يرسل للجميع انذارا شديد اللهجة بوضع إحسان حداد و يزيد أبو ليلى على الدكة أمام أذربيجان، لكنه فشل… كما لم ينجح في تعزيز شكله الهجومي بل أبطأ دولاب الهجوم بالبدء بالدردور وإراحة النعيمات و التعمري. كما يبدو أن قلبي الدفاع محميان من التغيير رغم أن الدفاع يعرج، يزن العرب متراجع كثيرا في التغطية و التمركز و اشتراكات الواحد ضد واحد تاركا عبدالله نصيب يقوم بكل العمل… فهل يرى عموته كل ذلك؟
تشكيلة الاولمبي الفتية وحدها وضعت دون قصد أو تخطيط ضغطا كبيرا على قائمة النشامى. المنتخب للنخبة وعموته يدرك ذلك… والخطوة القادمة تحتاج تغييرا ناريا يحرق الثوب المترهل و يفل الحديد… ونجوم من طراز أمين الشناينة و مهند أبو طه و أحمد الجعيدي و عرفات الحاج و سيف درويش و وسيم الريالات يجب أن يفرضوا وجودهم في تشكيلة الأردن الأولى… أما قوائم التشريفات الفاترة فانتهى زمنها… إذا كان الهدف فعلا كأس العالم القادمة!
*محلل رياضي وطبيب عيون في مستشفى الجامعة الأردنية