عبد القادر:الإعلام الرياضي ليس مطية لمن يرغب بالشهرة وهناك من يصرّ على حرف البوصلة
صفوان الهندي
ستادكم نيوز – الحديث مع الزميل محمد جميل عبد القادر رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية يحمل نكهة خاصة.. كيف لا.. وهو ذو ثقافة واسعة ولباقة آسرة وخبرة طويلة في مجال العمل الإعلامي والرياضي وبالتالي لديه كل مقومات القيادي الناجح .. محاور بارع ومقنع بكل ما يتحدث به.. يعتبر (صانع الإعلام الرياضي) في الأردن سواء من خلال إسهامه في تأسيس إدارات متخصصة بهذا المجال في التلفزيون الرسمي وجرائد يومية أو ارتباطاً بتدريبه أسماء أصبحت معروفة عربياً على الفضائيات فضلاً عن توليه سابقاً أمانة سر اتحاد كرة القدم ورئاسة نادي عمان وتحقيقه صدى واسعاً بتعليقه على مباريات كأس العالم في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ودورات ألعاب أولمبية وبطولات دولية.
ورغم كل الخلافات العربية والصعوبات التي اعترضت مسيرته فإنه يسجل للزميل محمد جميل عبد القادر ومنذ تسلمه رئاسة الاتحاد العربي للصحافة الرياضية حفاظه على هذا الاتحاد من خلال تعزيز أجواء المحبة والتسامح والتواصل والثقـة بالآخرين والعمل الجماعي التي برأيه هي ستكون إحدى أهم أسباب نجاح الاتحاد والعمل الإعلامي الرياضي العربي خلال المرحلة القادمة.
( أنفو سبورت ) استضافته في هذا الحوار المستفيض الذي نتمنى أن تجدوا فيه جواباً عن بعض الأسئلة التي تدور في صدوركم.. تابعوا معنا..
*- الصحافة رسالة سامية ولم يعد الكرسي يصلح اليوم لأحد إلا بالعمل الجماعي وبروح الأخوة العربية الخالصة بعيداً عن الأنا والنرجسية.. فلماذا يصر البعض على حرف البوصلة عن مسارها الصحيح ؟
الإعلام رسالة سامية ومهنة متميزة له تأثيره الفعّال على الرأي العام في هذا العصر الذي يسمى عصر الإعلام بسبب التطور الكبير في وسائل تكنولوجيا الاتصال والمعلومات التي اخترعت لتخدم الإعلام ..الصحافة بل كل صنوف الإعلام لها أخلاقياتها وأهمها المهنية التي تفرض أن يكون الإعلامي الرياضي أميناً- صادقاً – حيادياً – نزيهاً … يحترم الأنظمة واللوائح والتعليمات وقبل كل أمر خدمة المجتمع .. علينا أن ندرك أن 80% من واقعنا المعاش نأخذه من الإعلام الذي يعتمد على الحقائق والوثائق والأهداف النبيلة .
مهنة الإعلام لها أخلاقياتها وطقوسها وهي أكثر المهن التي تحتاج إلى العمل الجماعي والتعاون المشترك والإبداع وهي من أهم الوسائل لترقية الحس العربي القومي ولا يصمد أو ينال الاحترام فيها إلا من تعاملوا معها بموضوعية وحرفية بعيداً عن شخصنتها ..أما من يصرون على حرف البوصلة ويغردون خارج السرب بعيداً عن قيم وأهداف العملين الرياضة والإعلام معاً لن يكتب لهم النجاح.
*- يسجل لكم الحكمة في عودة الأمور إلى مجاريها بعد الأحداث التي شهدها الاجتماع الأخير للجمعية العمومية للاتحاد العربي للصحافة الرياضية ؟
الاتحاد العربي للصحافة الرياضية من اسمه اتحاد لكل العرب وليس من حق أحد استثناء أي اتحاد أو رابطة أو جمعية أو لجنة أو عضو من أن يكون شريكاً فعالاً في كل ما يجري في الاتحاد ما دام ذلك لا يخالف أهداف الاتحاد أو النظام الأساسي والتعليمات المعتمدة من قبل الجمعية العمومية أو اللجنة التنفيذية .
إننا ملتزمون بالديمقراطية في اتخاذ القرارات خاصة التي تهدف للمحافظة على لمّ شمل الاتحاد ولجانه وتجاوز أية خلافات من أجل المصلحة العامة وكل المنتسبين للاتحاد تاركين الباب مفتوحاً للحوار بعيداً عن الأنانية الشخصية أو التصلّب غير المفيد , فالخلاف كما يقال دائماً يجب ألا يفسد للود قضية لأن الخلاف إذا وقع فهو أمر طبيعي يمكن تداركه ما دام الكل حريص على نجاح مسيرة الاتحاد ومستقبله ..هذا الاتحاد العربي عمره أكثر من نصف قرن ترسخ فيه العمل الجماعي والديمقراطية باتخاذ القرارات وأود أن أؤكد أن الاتحاد أسرة واحدة بعيداً عن الشللية أو استئثار أياً كان بمسيرة الاتحاد الذي يفتح قلبه وعقله للاستفادة من نقد أو ملاحظة من أي عضو حتى لو كان أيضاً من خارج الاتحاد , وما نعتز به كثيراً أن اللجنة التنفيذية للاتحاد تعمل بروح الفريق الواحد لأنها تضم في صفوفها مجموعة من الزملاء المؤهلين مهنياً ومن أصحاب الخبرة الواسعة والتخصص في العمل الرياضي والإعلامي ويمثلون تقريباً غالبية الدول العربية وقبل ذلك مشهود لهم بالكفاءة في الوطن العربي .
*- متى سنشاهد جميع الدول العربية الـ (22) مجتمعة تحت سقف واحد ورأي واحد لاسيما في الإعلام الرياضي ؟ وما الذي يمنع ذلك؟
أن يجتمع مندوبو الاتحادات الإعلامية الرياضية العربية ألـ 22 أمر هام بل حلم نتمنى أن يتحقق ذلك في المستقبل .إننا حريصون باستمرار لتوجيه الدعوات خاصة إلى اجتماعات الجمعية العمومية وكل النشاطات التي يقيمها الاتحاد سنوياً لجميع الاتحادات والروابط والجمعيات واللجان المنضمة للاتحاد دون استثناء لكن هناك عقبات تعيق التحاق عدد قليل بالركب لوجود الأمور التالية :
*- الخلافات السياسية بين بعض الدول العربية تؤثر على الإجماع واستقطاب كل الدول العربية دون استثناء في اجتماعات الاتحاد ونشاطاته المتعددة.
*- عدم الاستقرار والأمان والطمأنينة في بعض الدول العربية تعطل أحياناً كثيرة اكتمال عدد الدول العربية المشاركة .
*- ضعف الإمكانات المادية تشكل عقبة في التحاق بعض الدول بالإجماع الإعلامي الرياضي فمثلاً غلاء تذاكر السفر لدى بعض الدول البعيدة نوعاً ما والتي لا تقل فيها ثمن التذكرة الواحدة عن ألفي دولار (حسب فصول السنة) مثل الصومال – جيبوتي – جزر القمر يجعل السفر مكلفاً سواء أقيم النشاط في المغرب أو المشرق العربي .لقد نجحنا في العيد الأول للإعلاميين الرياضيين العرب والذي نظمته المملكة العربية السعودية عام 2007 باستقطاب 19 دولة عربية وهي أعلى مشاركة وآخر إجتماع للجمعية العمومية للاتحاد أقيم في الأردن عام 2019 وكان عدد الدول المشاركة 18 دولة عربية .
ما نسعى إليه أن يلتقي كل العرب دون أن يكون هناك أي سبب لأن تتخلف أي دولة عربية عن حضور الاجتماعات والنشاطات التي يقيمها الاتحاد تباعاً .
إننا متفائلون بأنّ التطور المذهل في تكنولوجيا الاتصال سيسهل الأمور كثيراً لعقد هذه اللقاءات والاجتماعات خاصة في موضوع اختصار التكاليف المادية إذا تمت عن بعد on line .
*- كيف تقيّمون مسيرة عمل الاتحاد بعد مرور عام ونصف على انتخاب اللجنة التنفيذية؟
الكل يدرك أنّ عام 2020 هو استثنائي وصعب على كل الدول العربية بسبب جائحة كورونا التي أعاقت كثيراً غالبية مظاهر الحياة فيها .. ومع ذلك فقد أقام الاتحاد خلال السنة والنصف الماضية العديد من الأنشطة وهي: الملتقى العاشر للإعلاميات الرياضيات العربيات في جمهورية مصر العربية حضرته غالبية الدول العربية في تموز 2019 وتمّ بنجاح كبير بالتعاون مع الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي – نفذت لجنة الاستفتاء والمسابقات الاستفتاء الخامس لاختيار أفضل شخصية قيادية رياضية عربية وأفضل منتخب وطني عربي وأفضل نادي عربي وأفضل لاعب عربي لعام 2019 – توقيع اتفاقية تعاون وتنسيق مع الاتحاد العربي لكرة القدم بحيث اعتمدت بطاقة الاتحاد العربي للصحافة الرياضية في حضور نشاطات وبطولات الاتحاد العربي لكرة القدم وبهذه المناسبة نشكر سمو الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم – وزير الرياضة في المملكة العربية السعودية لدعمه الكبير للاتحاد – توقيع اتفاقية تعاون مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في القاهرة – توقيع اتفاقية مع اتحاد الاتحادات الرياضية العربية في عمان – التعاون والتنسيق مع الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية وعمادة كلية الإعلام في بغداد في الدورة الإلكترونية التي أقيمت في بغداد خلال حزيران 2020 – عقد اجتماعين للجنة التنفيذية للاتحاد الأول عام 2019والثاني عام 2020 – إقامة العديد من الندوات والمحاضرات والملتقيات عام 2020عن بعد ON LINE عبر تطبيق زووم ZOOM بالتعاون والتنسيق الكامل مع الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي.
*- بعد انتهاء أزمة كورونا هل سنشهد عودة إقامة الملتقيات والمؤتمرات الإعلامية الرياضية وما هي الدول الأكثر استضافة لنشاطات الاتحاد ؟
ندعو الله من كل قلوبنا أن تزول جائحة كورونا سريعاً وأن تعود البسمة إلى وجوه الجميع على مستوى كل الوطن العربي .. ستعود إن شاء الله الأنشطة التي يقيمها الاتحاد لتعويض ما فاتنا من ملتقيات ومؤتمرات وورش عمل وندوات ومسابقات تعوّد الاتحاد على إقامتها قبل الجائحة … كل اللجان الدائمة للاتحاد جاهزة وبحماس كبير إلى جانب اللجنة التنفيذية في تنفيذ أجندتها التي تقرّها اللجنة التنفيذية ومن أبرزها: إقامة العيد الثاني عشر للإعلاميين الرياضيين العرب – الملتقى الحادي عشر للإعلاميات الرياضيات العربيات – إقامة حفل خاص بالاستفتاء الخامس لاختيار الأفضل رياضياً وتشمل أفضل قيادي رياضي عربي ، أفضل منتخب عربي لكرة القدم ، أفضل ناد وأفضل لاعب عربي – إقامة الملتقى السادس للمصورين الرياضيين العرب – إقامة مجموعة من الندوات والملتقيات والمحاضرات سواء عن بعد ON LINE أو عن قرب يتم استقطاب خيرة المحاضرين في قضايا الرياضة والإعلام والثقافة العامة .
أما الدول الأكثر استضافة للأنشطة التي أقامها الاتحاد خلال السنوات العشر الماضية للأمانة والتاريخ نقول بأن معظم الدول العربية في المغرب والمشرق العربي تبنت إقامة الأنشطة التي يقرها الاتحاد سنوياً .. ومن حق تلك الدول أن نشكرها جميعاً لأنها ساهمت في تنفيذ أجندة الإتحاد خلال السنوات المنصرمة … كما قلنا غالبية الدول العربية شاركت بإقامة أنشطة الاتحاد بحماس كبير رتبت هنا عشوائياً : ( مصر – موريتانيا – العراق – الأردن – المغرب – السعودية – تونس – قطر – الجزائر – فلسطين – اليمن – الإمارات – السودان – البحرين – سورية– ليبيا ) .
ربما سجل الاتحاد العربي للصحافة الرياضية رقماً قياسياً في عدد الدول العربية المشاركة بإقامة فعاليات الاتحاد المختلفة خلال السنوات العشر الماضية وهو ما نتمناه بعد كورونا .
*- ماهي برأيك أهداف الإعلام الرياضي العربي؟ وهل تختلف عنها في البلدان غير العربية؟
لا شك أن هناك أهدافاً مشتركة بين الإعلام الرياضي العربي والإعلام الرياضي غير العربي وأهدافاً أخرى تختلف عنها وفقاً لمسيرة كل بلد على حدا ووفقاً لأهداف الدول واهتمامها بالرياضة فالبلاد المتقدمة تهتم بوضع الاستراتيجية المناسبة لها ولإمكاناتها البشرية والمادية والثقافية والاجتماعية.. الجميع يدرك الآن أنّ الرياضة أصبحت من أهم مظاهر الحياة الإنسانية وأن هذه الرياضة مرغوبة من الجميع دون استثناء ولذلك نحتاج إلى خبراء بالرياضة والتربية وعلم النفس والإقتصاد والسياسة لوضع أهداف الرياضة المناسبة لكننا نقول أيضاً أنّ هناك أهدافاً للرياضة الأولمبية والعالمية والقارية يلجأ الجميع إليها للاستفادة منها خاصة أهدافها …. لكل دولة ظروفها وإمكاناتها ونوعية مواطنيها وموقعها .
*- بحكم الخبرة.. ماهي أبرز أوجه معاناة أو نقاط ضعف الإعلام الرياضي العربي أو مشاكله الأن؟!
لا شك أن الإعلام الرياضي العربي تطور نوعاً ما لكنه لم يصل إلى مستوى الطموح الذي نتمناه.. هناك فارق شاسع حتى الآن بين المستوى المهني للإعلاميين الرياضيين ومستوى التطور الذي حصل في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات .
علينا أن ندرك دائماً أن التكنولوجيا وحدها مهما كانت ثمينة أو عصرية لا تصنع وحدها التقدم والإبداع لأن الإنسان وحده يصنع الإبداع والتميز ولا شك أن المحتوى في الإعلام الرياضي العربي لا يعبر عن احتياجات هذا الإعلام ..هناك ثغرات في هذا الإعلام الرياضي يجب العمل على إزالتها والظروف والإمكانات مواتية إن نحن استثمرناها بشكل جيد .
الإعلامي الرياضي العربي لم يأخذ حقه من التقدير المادي والمعنوي وهو بأمس الحاجة إليهما ما يجعلنا نطمئن أكثر لمستقبل الإعلام الرياضي العربي أنّ الجيل الجديد يحاور العالم كله من خلال جهازه (الموبايل) الذي يملكه الجميع .
الرياضة والإعلام يحتاجان إلى استراتيجية مشتركة لكي يلعبا الدور الحقيقي المطلوب ووزراء الشباب والرياضة العرب ووزراء الإعلام العرب وجامعة الدول العربية يجب أن يكون لهم دوراً أكبر بكثير مما هو عليه الآن لأنّ الكل مسؤول عن تطوير الإعلام الرياضي العربي لتحقيق التقدم المنشود .
*- بعض وسائل الإعلام تعمد إلى استقطاب الأقلام الرخيصة وغير المتخصصة ..هل تعتقد أنّ هناك أيضاً انجراف من الإعلام العربي الرياضي وراء رغبات الجمهور بطريقة استهلاكية إذا جاز التعبير؟
المفروض أن تلجأ وسائل الإعلام إلى استقطاب الكفاءات الإعلامية التي تتمتع بالمهنية والاستقامة والتأهيل والاختصاص والمصداقية والمتميزين إعلامياً .
أما اللجوء إلى عكس ذلك لأي سبب من الأسباب لا يمكن أن ينال من المشاهد أو المستمع أو متابع الانترنت والتواصل الاجتماعي الاحترام والتقدير , فالإعلامي الجيد ثروة وطنية لايستطيعها الإعلامي الذي يجيّر هذا الإعلام لمصالحه خاصة مرافقة ذلك بالتعصب الأعمى الذي يقتل الإنجاز الراقي والإبداع .. نعم هناك العديد من الهيئات الرياضية الربحية من تجري خلف رغبات الجمهور لتكسب وده وفلوسه في نفس الوقت ولو عن طريق التضليل الإعلامي ومخالفة الواقع .
*- برأيك.. هل هناك نوع من الصراع الخفي والأزلي بين المسؤول الرياضي والإعلامي الرياضي، الأول يريد إبراز أنشطته وتلميع صورته، والإعلامي الرياضي – خصوصاً الصادق- يريد أن يقول الحقيقة ولو كانت مرّة ؟
الإعلامي الرياضي المهني من واجبه أن يقوم بالتغطية الإعلامية الموضوعية لأي حدث رياضي يهم الرأي العام ويستحق الاهتمام الإعلامي وليس من المفروض أن يكون هناك صراع خفي بين الإعلامي والمسؤول لأن لكل منها عمل يقوم به ويعطي فيه لكل ما يستحق ..الإعلامي الجيد يلاحق العمل الرياضي الجيد مهما كان الذي يقوم به مسؤول أو غير مسؤول والحدث الرياضي الجيد يفرض نفسه في الظروف الطبيعية والمسؤول الجيد لا يمكن أن يسخر الإعلام لصالحه …. لكن هناك قلة تسخر الحدث الرياضي لنفسها ومصالحها وهؤلاء من أكثر الناس الذين يقودون الرياضة نحو التخلف .. الإعلامي المهني هو الذي يرفض بشدة أن يجير السلاح الذي يملكه (الإعلام) لصالحه أو لصالح المصابين بهوس الإعلام ونؤكد بأنه يجب ألا يكون الإعلام مطية لمن يرغب في الشهرة والسلطة .
*- تعتبر «صانع الإعلام الرياضي الأردني» ومن أبرز الشخصيات الإعلامية الرياضية العربية واستطعت الوصول إلى قمة المجد والشهرة.. فهل أصبت في يوم من الأيام بغرور الشهرة ؟
لم أصب بغرور الشهرة ولم تبهرني الأضواء إطلاقاً وعندما كان يطلب أحدهم في الشارع والأماكن العامة التصوير أو الحصول على توقيعي أفرح لأنني تركت أثراً طيباً لدى الآخرين وأردد بيني ونفسي (اللهم اجعلني في عيني صغيراً وفي أعين الناس كبيراً) وهذا التوازن ناتج عن مخافتي الله وإدراكي أن التعالي على النعم يزيلها.
*- في إحدى المقابلات الصحفية ذكرت أنك عانيت من مواقف مؤلمة منها تلقي بعض الطعنات من معارف خدمتهم وخسائر مادية وشعور بعدم التقدير المناسب.. فمن هؤلاء ولماذا فعلوا ذلك برأيك؟
عالمنا اليوم عالم مادي بشكل غير مسبوق والمصلحة الخاصة للأسف الشديد إحدى أعمدة السلوك الانتهازي على حساب الغير ..ما تعرضت له تعرض له غيري من نكران للجميل والأنانية المطلقة التي تدمر العلاقة الإنسانية التي يحتاجها أمثالي من الذين خدموا الإعلام الرياضي أكثر من نصف قرن .
لقد تألمت كثيراً وتألم غيري في بعض الأحيان لأنهم وجدوا أنفسهم بدون الذين كانوا يظهرون لهم المحبة المستعارة والود السطحي المغاير للحقيقة والواقع .
إن الوفاء والأخوة عملة نادرة وشحيحة هذه الأيام وما يؤلمك أن البعض يحاول بيعك في أول فرصة تتاح له … هذا الأمر ليس فقط في الوسط الرياضي والإعلامي بل في العديد من أوساط المجتمع.
ما أتمناه من الأخوة والأخوات زميلاتي وزملائي وأبنائي أن يعطوا للعلاقات الإنسانية أهمية كبرى وأن يعتمدوا دائماً الطريق الصحيح لهذه العلاقات التي تمس كل جانب في الحياة … وهذه العلاقات تعزز الإبداع في مهنة الإعلام الرياضي.. الحياة صعبة وتحتاج إلى أن يحب بعضنا البعض ونخلص لبعضنا وأن نكون أسرة متحابة متضامنة على الخير والمحبة واحترام الآخرين وتقديرهم عندها سننجح كل النجاح إن شاء الله مؤكداً بأن الخيّرين هم الأكثرية والحمد لله .
*انفو سبورت بلس