الراشد يكتب..الوحدات أفضل مُصنع ومُضيع للاعبين..24 لاعباً في أندية المحترفين و”4″ في الأندية العربية
صالح الراشد
ستادكم نيوز – تستغني إدارات الوحدات المتعاقبة عن أبنائها المبدعين في كرة القدم، وتجبرهم على المغادرة بطرق شتى أبرزها عدم منحهم حقوقهم في اللعب والعقود المالية، ليهجر نجوم الوحدات بيتهم لبيوت أرحب رحبت بهم ومنحتهم ما يستحقون من مكانة إجتماعية وقيمة مالية، وكانت البداية من خلال عبدالله ذيب أحد أبرز نجوم الكرة الخضراء والأردنية حين غادر بليل ليحقق حلمه في الاحتراف.
واستمر الرحيل في ظل إدارات لا تنظر للبعيد ولا يُضيرها ان ارتفعت المديونية لأرقام فلكية، لتكون المفاجأة بانخفاض أعداد أبناء النادي في الفريق في ظل الاعتماد على لاعبي المدارس الأخرى، فيما يبدع أبناء الوحدات في جميع أندية المحترفين عدا الفيصلي والجليل، ليصل عددهم في تسعة أندية إلى “24” لاعبا، رغم الشعارات الرنانة التي أطلقها العديد من رجالات النادي، وكانت تُركز على استعادة أبناء الوحدات والاعتماد على خرجي المدرسة الخضراء، وتقليل حجم الانفاق المالي على التعاقدات الخارجية لتقليص حجم المديونية، لنجد ان النادي استعاد نجم الفريق حالياً وقلبه النابض محمود شوكت ابن النادي في خطوة أثبتت خطأ من أخرجه من النادي، وكان الظن ان نوم المدرسة الخضراء يتوافدون صوب مدرستهم، لكن الأندية تخاطفتهم كونهم جواهر ثمينة، ليتم التعاقد مع عدد من لاعبي الأندية الأخرى وبعضهم دون مستوى لاعبي الوحدات في الأندية التي انتقلوا إليها، وجاءت هذه التعاقدات التي سترهق النادي مالياً خوفاً من الهجوم الذي شنه عدد من جماهير النادي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ولا تعتبر هذه العملية خاصة بالوحدات بل هي أخطاء تقع فيها غالبية أندية المحترفين في الأردن، لاعتمادها على إداريين هواة لقيادة لاعبين محترفين، وهو ما يوجب على الأندية إعادة ترتيب منظوماتها الإدارية العاملة في شؤوون الفرق الرياضة واللاعبين لتتناسب مع الحلم والهدف.
“24” نجم والوحدات يبحث عن أقمار
المذهل ان جميع لاعبي الوحدات في الأندية التسعة في دوري المحترفين يُعتبرون نجوم مع أنديتهم، ويقدمون مستويات مذهلة تتفوق على ما يقدمه نظرائهم في الوحدات، مما يعني ان هناك سياسة غير معروفة وليست مبنية على مصلحة النادي في التعاقدات التي تتم، ويتذكر الجميع ان حارس مدرسة الوحدات في الرمثا مالك شلبية قاد غزلان الشمال لنيل لقب بطولة الدوري في الموسم قبل الماضي، وكان أحد أبرز نجوم الموسم فيما جلس في الوحدات على مقاعد البدلاء ثم تعاقد الوحدات مع حارس من خارج المدرسة الخضراء الأكثر تخريجاً للاعبين.
وتوزع نجوم الوحدات على “9” أندية منافسة إضافة للوحدات، ففي الحسين اربد المرشح الأبرز للظفر بالدوري والذي يحقق نتائج تعتبر الأميز بين الأندية ووضعته في صدارة الدوري، يتواجد كل من المهاجم المبدع منذر ابو عماره، وفنان خط الوسط إبراهيم سعاده الذي تم اختياره كأفضل لاعب في الموسم الماضي وبجواره المدفعجي رجائي عايد، كما يتواجد صاحب الواجبات المتعددة أحمد ثائر والظهيرالطائر المميز أدهم القريشي، ويعاني الوحدات من نقص واضح في مراكز هؤلاء النجوم بل ان تعاقداته مع بدلاء لهم لم تكن بالمستوى المطلوب.
وضمن صفوف فريق العقبة يتواجد يزن شوكت، محيسن ابو جبله، منذر رجا و حماد الاسمر، وجميعهم نجوم متألقون ولا يوجد فارق فني بينهم وبين اللاعبين الذين تم التعاقد معهم، بل ان بعضهم قادر على زيادة انسجام منظومة الوحدات لقدراتهم الفنية، وفي مغير السرحان يتألق احمد ابو نجيله وزيد ابو الريش، فيما يضم سحاب المبدعون حسام ابو سعده قلب الدفاع في وقت يعاني الوحدات من ضعف واضح في هذا المركز وعمر قنديل الظهير الأيمن المميز، واحمد طنوس وأحمد هشام والأخير تسبب في ضياع الدوري على الوحدات في الموسم الماضي، ويشكل هؤلاء قوة الفريق من خلال تنوع الواجبات التي يقومون بها، فيما يبرز في الأهلي الثلاثي يزن الغرابلي وسمير رجا والمهاجم بلال قويدر، فيما يلعب في فريق معان حربي احمد، وفي شباب الأردن محمد ابو طه وفي السلط يتألق عبدالله ذيب قائد الفريق ومحمود جمال محمود ومهند سمرين، وخارج الأردن يُبدع عمر صلاح مع الوكره القطري ومالك علان وصهيب القاضي وشاهر شلباية في فلسطين.
فهل ادارات ومدربي جميع هذه الأندية لا يملكون خبرات في التعاقد ليختاروا ابناء مدرسة الوحدات ليقودوا فرقهم، أم ان إدارات الوحدات تسير على غير هدى.
أسباب الاستغناء
وتتراوح أسباب استغناء إدارت الوحدات عن “24” لاعب ، وأبرزها ضعف قدرات المدربين في الحكم على مستواى اللاعبين وقدراتهم في التطور، لذا نجد ان غالبية هؤلاء النجوم قد تطوروا في الأندية الأخرى ليرتقوا لمصاف النجوم، مما يُشير إلى ان الضعف في الأجهزة العاملة، كما ان هناك حسابات خاصة قد تعصف بمستقبل نجوم مميزين وهذا يعني عدم الاحتكام للمنطق ويؤكد تراجع العدالة، وبالتالي لا يملك المدربين والاداريين القدرة على قراءة المستقبل لعدم امتلاكهم الرؤيا الاستشرافية التي تمنح مالكيها القدرة على اختيار الأفضل، ويتم الاستغناء عن بعض اللاعبين بسبب مطالبهم المالية المُحقة كون العروض التي يتلقونها تصل لأضعاف ما يعرضه الوحدات، وهذا نوع من انتقاص قيمة النجوم، واحياناً يشكل التدخل السلبي من الجمهور حالة طاردة للمواهب في حال تراجع مستوى اللاعب لأسباب يجهلونها، فيطالبون برحيله بدلاً من الاهتمام به بطريقة ايجابية من خلال دعم اللاعبين والصبر عليهم.
العوائد المالية “صفر”
وتقوم العديد من الأندية بالتخلي عن لاعبيها الكبار والشباب على حد سواء، لكن تحصل الأندية على مردود مالي مقابل هذه الانتقالات، وبالذات في مجالات الانتقال النهائي والإعارة، لكن الوحدات لم يحصل على أي مبالغ مالية نظير خروج “24” لاعب من البيت الأخضر، وهذا مؤشر واضح على ضعف التخطيط المالي والفني، وهو ما يوجب على إدارة الوحدات إنشاء دائرة متخصصة في بيع عقود اللاعبين بتنسيب فني محدد الأسباب والأهداف، والحصول على المال من الأندية التي تريد التعاقد معهم على أن يبقى هؤلاء اللاعبين تحت أنظار الأجهزة الفنية المتعددة، لتحقيق الدروس المستفادة في حال تطور اللاعبين لإدراك مواطن الضعف والوهن في عملية إعداد اللاعبين.
لقد استفادت الأندية التي تضم أبناء الوحدات من عملية التخلي الفوضوية لإدارات متعددة، لتعزز صفوفها بلاعبين على سوية عالية كما استفاد اللاعبون بالحصول على عقود أفضل من التي يقدمها الوحدات، ليقدموا مستوى مميز حتى يثبتوا للجميع أنهم الأفضل في ظل تعدد الدوافع للإبداع.
المهاجمون يختفون
اختفى لاعبو خط الهجوم في الوحدات، ولم يظهر من يحافظ على تاريخ جهاد عبدالمنعم ومحمود شلباية المهاجم الأبرز في تاريخ النادي، فيما غادر بهاء فيصل للاحتراف الخارجي ليعتمد الوحدات على المهاجمين المحترفين، ليتم التعاقد للعب في هذا المركز أكثر من عشر لاعبين في السنوات الأخيرة، لينفق الوحدات أكثر من مليون دينار في تعاقدات مع مهاجمين كان من الممكن صناعتهم وحداتياً لا سيما ان أعداد المهاجمين كثيرة في الفئات العمرية، وقد تصدروا لائحة هدافي البطولات، وهو ما كان يوجب على الإدارات الفنية الاهتمام بهم، كما على المسؤولين عن الفئات العمرية دفع المدربين لانتاج المهاجمين ومنحهم الفرصة في الفريق الأول حتى لا يبقى باب الاستيراد مفتوح على مصراعيه.
خط الظهر
منذ سنوات وخط الظهر يعتبر معضلة الوحدات على عكس الايام الخوالي حين كان خط دفاع الوحدات الصفة الأميز في الفريق، منذ وليد قنديل ومصطفى ايوب فالعموري وهيتم سمرين وفيصل إبراهيم والقائمة تطول، فالوحدات أعاد التعاقد مع طارق خطاب الذي اصيب للمرة الثالثة ويحتاج لعملية جديدة، وهو ما كشف وهن دفاع الوحدات وأظهر انه بحاجة ماسة للإصلاح، لا سيما ان مجالس الإدارة المتعاقبة تخلت عن مجموعة من المدافعين وفي مقدتهم حسام أبو سعده، أدهم القرشي، عمر قنديل، يزن غرابلي.
وتبرز المعضلة كأنه لا حلول لها في مركز الظهير الأيسر حيث لا تُصنع مدرسة الوحدات لاعبين في هذا المركز، فيما تخلت عن ثلاثة لاعبين يلعبون في مركز الظهير الأيمن ثم تقوم الإدارات بالبحث عن ظهراء في الأندية الأخرى.
*الحسين اربد ضم “5” لاعبين وشلبية قاد الرمثا للظفر بالدوري