صالح الراشد يكتب….مدربو الكرة الأردنية على صفيح ساخن والقادم أسخن ..!!
صالح الراشد
ستادكم نيوز -تعمل الأندية الرياضية في العالم على تثبيت الأجهزة الفنية المشرفة على فرقها الرياضية لأطول فترة زمنية ممكنة، وتضع خطط واستراتيجيات ومراحل تقييم واضحة المعالم محددة الأهداف لضبط العمل وتحقيق الرؤيا، لذا نجد بعض المدربين يستمرون في عملهم لعشرات السنوات، ليتوالي النجاه وصناعة اللاعبين والإنجازات وتحقيق الأهداف المراد الوصول إليها، سواء في الظفر بالألقاب أو الاستثمار المالي في اللاعبين، وفي الأردن لا زال رائد الداوود يشكل حالة نادرة واستثنائية لثباته في تدريب شباب العقبة لعشر سنوات متتالية.
بدورها تعمل الأندية الاردنية في دوري المحترفين على تغيير مدربيها على طريقة تغيير المدرب اللاعبين في المباراة، وكأن الأندية تعمل على طريقة البيع بالمفرق بدلاً من العمل على طريقة البيع بالجملة، من خلال وضوح رؤية العمل والاتفاقات مع المدربين من البداية وحتى النهاية، ليتولى إدارة أربعة مباريات فقط في بداية دوري المحترفين ثلاثة مدرب لكل من أندية الوحدات والفيصلي وسحاب، مما يدل على عدم وجود استراتيجية محددة وثابتة لدى الأندية، فيما بعض المدربين لا يحتملون العمل تحت الضغط وهتافات الجماهير وقوتهم المفرطة في العالم الافتراضي، كما لا يستطيعون العمل في ظل ميزاجية إدارات الأندية المتغيرة.
فالفيصلي بطل الدرع بدأ الإعداد للدوري تحت قيادة جمال أبو عابد الذي حقق معه لقب بطولة الدوري في الموسم الماضي، لكنه استقال بفعل الضغط الجماهيري عقب خسارتين أمام الوحدات في كأس السوبر رغم ان الفيصلي كان الأفضل في المبارتين، ليتولى المهمة حسونة الشيخ كمدرب مؤقت وقاد الفريق مع إنطلاق الدوري للفوز على فرق السلط والرمثا ومعان، لتقوم إدارة النادي بالتعاقد مع التونسي غازي الغرايري ليتولى المهمات القادمة في دوري ابطال آسيا والدوري والكأس، لتكون المفاجأة بخسارته أولى مبارياته في الكلاسيكو أمام الوحدات.
بدوره فقد بدأ الوحدات الدوري بقيادة الصربي داركو والذي حقق ثنائية الفوز على الفيصلي في كاس السوبر، ليقود الفريق في ثلاث مباريات في بطولة الدوري، ففاز على الأهلي ومغير السرحان وتعادل مع الجليل في لقاء غريب لا يمكن أن تكرر مهما كانت الظروف، ليقدم استقالته في وقت حرج وقبل لقاء الفريق مع الفيصلي متعذراً باسباب خاصة يجهلها الجميع، ليتولى قيادة الفريق في لقاء الكلاسيكو إداري الوحدات اللاعب السابق محمد جمال ومحلل الاداء رأفت العلامي، في وقت يعتبر الأصعب ورغم ذلك تحقق الفوز في لقاء كالعادة في هذا الموسم كان فيه الفيصلي الأفضل، وعقب اللقاء تم التعاقد مع المدير الفني العُماني رشيد جابر ليقود الفريق في كأس الاتحاد الآسيوي الذي توج به مسبقاً مع فريق السيب العُماني والبحث عن لقبي الدوري والكأس.
أما سحاب الباحث عن احتلال موقع في منتصف الترتيب وقام ببناء فريققادر على تحقيق الهدف، فقد بدأ مشواره ببطولة الدرع والدوري تحت قيادة المدير الفني أمجد أبو طعيمة وخاض ثلاث مباريات في بطولة الدوري فتعادل مع شباب العقبة والأهلي وخسر أمام شباب الأردن، عندها قدم استقالته ليتولى فهد الجلاد المهمة على أمل أن يكون المنقذ خلال فترة قصيرة، ليخسر أمام السلط في لقاء كانت توقعات الإدارة ان تكون النتيجة أفضل، وربما اعتبره البعض مدرب مؤقت لحين التعاقد مع مدرب جديد، وهذا ما جرى حين تم التعاقد مع مدرب المنتخب الأردني السابق أحمد عبد القادر ليصبح الجلاد مدرباً عاماً.
الغريب وفي ظل هذه التغيرات ان الدوري الأردني لم يدخل مرحلة المنافسة الحقيقية على اللقب أو البقاء، لنجد ان الاستغناء عن المدربين قد بدأ قوياً، فالادارات لا تتحمل الخسارات وحتى تظهر بثوب البطل أمام الجماهير تقوم بإبعاد او الضغط على المدربين للرحيل، وهو ما يوحي بأن القادم للمدربين أسوء بكثير حيث سيتم إقالة واستقالة العديد منهم، كون الأندية أنفقت مبالغ طائلة زادت من مديونيتها لرفع كأس الدوري أو البقاء بين الكبار، مما يُرشح الدوري للدخول في موسوعة جنيس في تبديل المدربين الذين يخوضون تجربة نادرة في هذا العام بتعدد المتنافسين على اللقب والهاربين صوب النجاة.