الانتخابات تضرب الفيصلي
خالد الخطاطبة
في الفيصلي بدأت تداعيات الانتخابات تهدد مسيرة فريق الكرة الذي تنتظره فرصة تاريخية لتحقيق انجاز جديد خلال مشاركته في دوري أبطال آسيا، بعد أن وضعته القرعة في مجموعة مقبولة يمكن للفريق أن يتأهل من خلالها، إذا ما نجح في استعادة شخصية البطل التي عرف فيها «الأزرق» خلال مشاركاته الخارجية.
في الفيصلي بدأت تداعيات الانتخابات التي جرت أخيرا في النادي، تضرب بقوة، عقب الخسارة الأخيرة أمام الوحدات بدوري المحترفين، وبدأ البعض ممن يجيدون ركوب الموجة، يستثمرون حالة الغضب لتصفية حسابات انتخابية خاصة، وهو ما لا يرضاه كل مشجع فيصلاوي غيور على ناديه.
الانتخابات في الفيصلي قسمت «العرب إلى عربين»، الأمر الذي يهدد مسيرة فريق له من التاريخ ما يفرض على إدارته ومحبيه أن يرتقوا فوق الجراح والخلافات، وأن يتوحدوا لدعم فريق على ابواب مشاركة تاريخية في دوري الابطال التي يمكن للفيصلي أن يبدع فيها لو تم تطويق الخلافات التي بدأت تظهر للعلن.
في الفيصلي هناك طرفان متناحران على خلفية الانتخابات، وهناك طرف ثالث وهو الأغلبية والذي يمثله جيش جرار من المشجعين الذين لا يؤمنون بإدارة أو لاعب، بقدر إيمانهم أن الفيصلي لا بد أن يبقى في القمة بعيدا عن الشخوص، وأيمانهم ايضا أن الإدارات جاءت لخدمة النادي وليس الانتفاع منه.
المتابع للمشهد في الفيصلي يدرك جيدا أن هناك أخطاء ارتكبتها الإدارة، ربما تضيع فرصة تاريخية للتألق في دوري الابطال، ابرزها الفشل في اختيار محترفين أجانب بحجم المرحلة، والتفريط بحارس مرمى بقيمة يزيد ابو ليلى، وخطأ عدم الاستقرار على جهاز فني محنك قبل انطلاق الموسم يليق بالمرحلة المقبلة، على اعتبار أن المدير الفني المستقيل جمال ابو عابد لم يكن من المرغوبين بشكل كامل بسبب مواقف انتخابية، قبل أن يأتي خطأ التعاقد مع مدرب تونسي في توقيت خاطئ، والأدهى أن المدرب الجديد جاء من دون جهاز فني معاون، وهذه نقطة ربما تشكك في قدراته، لأن الكثيرين يؤكدون أن المدرب الواثق والقوي لا يأتي إلا ومعه جهاز فني متكامل حتى يطبق فكره.
أخطاء الفيصلي بالتأكيد لم تكن مقصودة، وانما جاءت كاجتهادات إدارية في تفاصيل فنية، وهو أمر كارثي، فالأولى بفريق بحجم الفيصلي أن يكون قادرا على الاستعانة بمختصين كل في مجاله، ولو حتى على سبيل الاستشارة، فالاجتهادات الإدارية في التفاصيل الفنية ستقود حتما لنهاية كارثية.
أمام الفيصلي فرصة أخيرة لتصويب المسار في هذا الموسم، تتمثل في مداواة الجراح، ومحاولة توحيد الصف استعدادا لدوري أبطال آسيا.. كنت على يقين لو نجح الفيصلي في اختيار محترفيه الاجانب، لذهب الفريق بعيدا في دوري الابطال.
نصيحة أخيرة لإدارة الفيصلي.. لا تشتبكوا مع الجماهير (رأسمال النادي)، ولا تتهوروا في تسجيلات صوتية على «الجروبات» تكيلوا فيها الاتهامات لبعضكم البعض.. تفرغوا للعمل لمصلحة النادي أو أرحلوا.
الغد