علي سعادة يكتب…. “الشياطين الحمر” وجمهور “الوحدات”
علي سعادة
ستادكم نيوز -علينا أن نتذكر أن غالبية جمهور نادي الوحدات هم مشجعين سابقين لنادي الجزيرة، لذلك اقترح عليهم العودة إلى النادي الأصل الجزيرة والمساعدة في إنقاذ النادي من الضياع.
خصوصا وأن الوحدات ما بعد مباراته مع شباب الأهلي الإماراتي لن يعود الوحدات نفسه قبل أن يلعب تلك المباراة.
نحن بقينا أوفياء للشياطين الحمر حتى بعد هبوطهم للدرجة الأولى.
نادي الجزيرة وجه قبل أيام نداء عاجلا إلى أسرة نادي الجزيرة من هيئة عامة ومشجعين ومحبين، وطالب في بيان جماهيره إلى هبة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعد أن قام رئيس النادي السابق بالحجز على حافلات النادي أخيرا بعد أن كان قد حجز على مبلغ يزيد عن ٢٦ ألف دينار جزء من دعم الاتحاد للنادي ذهبت إلى المحكمة.
البيان كشف أن النادي بحاجة عاجلة إلى مبلغ نحو ٤٠ ألف دينار قبل ١٩ الشهر الحالي قيمة شكوتين قديمتين قدمهما لاعبين من أبناء النادي حتى يتمكن النادي من فتح باب التسجيل للموسم ٢٠٢٣.
بيان الجزيرة فتح جرح الحديث من جديد عن مشاعري كرياضي قديم وعتيق، فقد عرفت الجزيرة من خلال زملاء الدراسة الثانوية في مدرسة جبل التاج الثانوية، أحمد خليل (الأهلي)، توفيق الصاحب (الجزيرة)، ياسين الشيخ ونهاد البسطامي (الأهلي)، أحمد دهشان (نادي الجيل الجديد)، محمد نهار(الأهلي) وجارنا المرحوم أنور العيساوي (الجزيرة).
كان “الفيصلي” و”الجزيرة” الأكثر شعبية في تلك الفترة وكانا يتقاسمان الجمهور الكروي الأردني، ووجدت نفسي بين أصدقاء وأقارب وجيران يشجعون “الجزيرة” فذهبت معهم لحضور أولى المباريات، جلسنا في الدرجة الثالثة طبعا، وعرفت يومها أن فريقنا هم “الشياطين الحمر”، وأحيانا “جزيرة يا عرف الديك” .
أحببت على نحو خاص حسين أبو غثيث وهو صديقي أيضا، وهو بالمناسبة شقيق لاعب “الفيصلي” إبراهيم مصطفى، أبو غثيث كان حكاية جميلة في كرة القدم الأردنية، كان يلقب كيفن كيغان الأردن، لاعب خط وسط من طراز نادر، شعره كان طويلا مثل كيغن، لعب قشاش في بعد الأحيان، ولعب في الهجوم أيضا، ولعب للمنتخب، لكن الإصابة وظروف عمله أنهت مسيرته وهو في قمة نجوميته.
كان “الجزيرة” فريق الفرص الضائعة، فقد امتلك في السبعينيات وحتى أواخر الثمانينيات فريقا ذهبيا ضم نخبة من أبرز نجوم كرة القدم الأردنية والمنتخب لكنه فشل في إحراز الألقاب إلا القليل منها، وهبط إلى الدرجة الثانية أكثر من مرة.
وفي الأعوام الأخيرة شكل “الجزيرة” حالة استثنائية في الكرة الأردنية حين كانت تشكيلته أقرب إلى المنتخب من كثرة اللاعبين الموهيين، لكن الأزمة المالية التي حاصرت النادي لسنوات، يتحمل اتحاد الكرة جزء منها، دفعت اللاعبين إلى الانتقال إلى أندية أخرى، فقد انتقل أكثر من 10 لاعبين أساسيين مرة واحدة من “الجزيرة” إلى الأندية الأخرى في فترة أقل من شهرين .
ووجد الفريق نفسه أمام التصفيات الأسيوية ومباراة السوبر الأردني، ونجح بفريق شاب وناشئ بلا غطاء مالي وبرفقة اللاعبين الجدد من البقاء واقفا ومتحديا يداوي جراحه رغم المديونية التي يتحملها النادي والتي تزيد عن مليون دينار، حاول الصمود وحيدا بلا أي غطاء رسمي .
“الجزيرة” أول فريق أردني ينافس في الألعاب الجماعية كافة وربما الوحيد (كرة القدم، كرة الطاولة، كرة اليد، كرة الطائرة، كرة السلة، رفع الأثقال، كمال الأجسام، ألعاب القوى.) فضلا عن سلسلة من الألعاب الفردية في مقدمتها كرة الطاولة التي سيطر على ألقابها لنحو 40 عاما.
وهبط الفريق (تأسس عام 1947) مجددا إلى الدرجة الأولى، وقد يحل، وقد لا يفوز بأي بطولة، وقد لا يعود إلى دوري المحترفين، وقد يحدث هذا كله، أو لا يحدث، لكنه بالنسبة لي ولجيلي سيبقى “الشياطين الحمر” رمزا لزمن جميل ورومانسي هتفنا فيه بأعلى أصواتنا لنبيل التلي، حسين ابو غثيث، طالب أزمقنا، توفيق الصاحب، حلمي طه، كامل منيب، عمر الكيالي، أنو العيساوي، معتز الريشة، أسعد دعيبس، رفيق جودت، عصام التلي، هاني صبحا، مازن الصغير، فراس القاضي، أكرم داود ورفاقهم.
قال لي ذات يوم الزميل والصديق ورفيق المسيرة خالد الغول (متعصب للأهلي الأردني وللزمالك المصري، ونلتقي في تشجيع مانشستر يوناتيد ) أن فريق الجزيرة أفضل فريق يلعب كرة قدم وأسوا فريق يحقق البطولات. يحمل لقب الدوري 3 مرات، درع الاتحاد 2، كأس الأردن 2، كأس السوبر1.
الآن النادي الذي يكافح للعودة إلى دوري المحترفين يقف وسط عاصفة أفلاس حقيقة ويواجه صعوبة جديدة في الحجز على جميع ما يملك، وقد يصبح من الماضي الجميل الذي سنبقى نفتقده.