هل أخطأ اتحاد الكرة في “السوبر”؟
خالد الخطاطبة
الأجواء المشحونة التي تترقب مباراة إياب كأس السوبر، والتي تجمع فريقي الفيصلي والوحدات، تدفع لتوجيه سؤال لاتحاد الكرة، حول دقة قرار تعديل نظام مباراة السوبر بإقامتها على نظام الذهاب والإياب، بعكس ما هو معمول به في العالم.المتعارف عليه أن كأس السوبر في دول العالم، يلعب في مباراة واحدة فقط، قبل أن يتدخل اتحادنا ويتحول إلى نظام الذهاب والإياب في هذا الموسم، لتحقيق أهداف ومكتسبات جديدة.
اتحاد الكرة ربما لم يدرك أن سلبيات الذهاب والإياب في الأردن، يفوق بكثير الإيجابيات التي بحث عنها الاتحاد، خاصة مع وجود هذا الاحتقان في لقاءات القطبين التي غالبا ما تأتي متشنجة ومشحونة.
في الوضع الطبيعي، وخلال مباريات الفيصلي والوحدات في المسابقات الرسمية المحلية، ترفع أكف الدعاء إلى الله عز وجل أن تمر هذه المباراة على خير، حيث يفرض هذا اللقاء حالة من الطوارئ بين رجالات الدرك والإعلام وكوادر الاتحاد والمشجعين بل والشارع الرياضي الذي يتمنى أحيانا لو لم يكن هناك مباراة فيصلي ووحدات لما تشهده مواقع التواصل الاجتماعي من احتقانات وتنمر وشتائم وتعليقات مقيتة وعبارات خارجة عن عادات وثقافة وتقاليد شعبنا.
في بعض الأحيان، يستثمر أصحاب الأنفس المريضة هذه المباراة لبث سمومهم، ويعتبرون هذا اللقاء بيئة خصبة لتحقيق أهداف شخصية، حيث ينساق الشارع الرياضي خلف عباراتهم التي تدغدغ المشاعر، لتأتي فرصتهم في دس السم بالدسم من خلال عبارات تلامس الخطوط الحمراء، ومن يشكك في ذلك، فليتصفح مواقع التواصل الاجتماعي قبيل المباراة وبعدها ليتعرف بشكل أكبر على التأثيرات السلبية لهذا الحدث الذي يفترض أن يكون قمة كروية خالصة.
اتحاد كرة القدم بنظامه الجديد في السوبر، أجبرنا على أن نعيش فترة أطول من القلق والتأهب خوفا من تداعيات مثل هذه المباريات التي يفترض أن تكون للمتعة والمناكفات الحبية والودية، لا أن نضع أنفسنا في حالة طوارئ عند كل مباراة.. أعتقد أن الموسم المقبل يجب أن يشهد العودة لمباراة السوبر الواحدة.. ونعتقد أن اقتحام فريقي الحسين والرمثا للمنافسات أمر إيجابي للكرة الأردنية والمنافسات المحلية ويساهم في تخفيف الاحتقانات.