صالح الراشد يكتب…لهذه الأسباب تُهاجم قطعان الذئاب الرياضة السعودية..!!
صالح الراشد
ستادكم نيوز -تعاقد نادي النصر السعودي مع البرتغالي رونالدو، وفضل اتحاد جدة التعاقد مع كريم بنزيما وكانتي، فيما يحث الأهلي الخُطا على التعاقد مع الجزائري رياض محرز وكذلك الهلال مع المصري محمد صلاح وتعاقد مع كولابالي ، فيما فشلت بعض الصفقات مثل التعاقد مع الارجنتيني ميسي والكرواتي مودريتش، لكن كل هذا يؤشر إلى أن الأندية السعودية ستستقطب خلال العامين القادمين مجموعة كبيرة من النجوم من أمثال البرازيليين نيمار وكاسيميرو والانجليزي ماجواير والاسباني سيرجي راموس والكرواتي مودريتش والألماني توني كروس.
قطعان ذئاب
هذه التعاقدات فتحت باب الاسئلة وبالذات للإعلام الغربي الذي قرر أن يُهاجم السعودية على طريقة قطيع الذئاب، فبدأ الإعلام الغربي يبحث عن تهم يوزعها ذات اليمن وذات الشمال على السعودية، وهو ما يوجب على السعودية أن تصنع نظام إعلامي متكامل للتصدي لهذه الهجمة الشرسة والتي تقودها منظمات المجتمع المدني في القارة الأوروبية، وهم ذاتهم من هاجموا قطر لاستضافتها كأس العالم، كون هذه المنظمات تبحث عن استغلال كرة القدم باسوء الصور ونشر أقذر أنواع العادات ومنها الشذوذ الذي ترفضه السعودية ويتعارض مع الشريعة الإسلامية، وبالتالي فان هذه المنظمات تُدرك ان انضمام مجموعة من اللاعبين المشهورين عالمياً للأندية السعودية سيؤثر على سلوكهم صوب الأفضل، مما يحولهم لأعداء لهذه المنظمات.
لذا جمعت هذه المنظمات ومن يدعمها من رأس مال عالمي “بنوك دولية” مجموعات من الاعلاميين والمؤسسات الإعلامية لمهاجمة السعودية، كما ضغطت على بعض الأندية من أجل رفض البيع أو شراء اللاعب المطلوب التعاقد معه، كما تدخلت لتغير وجه بعض اللاعبين من أمثال ميسي الذي تعاقد مع فريق انتر ميامي الأمريكي بدلاً من الهلال السعودي، رغم أنه كان في الطريق للسعودية لكن تحت ضغط هذه المنظمات تراجع وغير وجهته، كما أن العرض المقدم من نادي انتر ميامي كان مغرياً جداً، وكانت الولايات المتحدة على استعداد لدفع ضعف المبلغ لضمان تواجد ميسي في الدوري الأمريكي، للترويج لكرة القدم لا سيما ان الولايات المتحدة ستستضيف كأس العالم للأندية في عام 2025 وكأس العالم للمنتخبات في عام 2026، وتعول على سمعة ميسي في استقطاب الجماهير والرعاة.
صورة مختلفة في الصين
ولم نشاهد حملات إعلامية ضد التعاقد مع اللاعبين المشهورين حين ذهبوا صوب الصين والولايات المتحدة، بل كانت الأندية والإعلام يرحبون بهذا الانتقال ويعتبرونه طريق للنهضة بكرة القدم وتطويرها للولايات المتحدة وكسر لجليد العلاقات مع الصين، ليذهب البرازيلي بيليه والألماني بيكنباور للعب في الولايات المتحدة، ولحق بهم الانجليزي بيكهام، فيما تعاقدت الصين مع مجموعة كبيرة من اللاعبين أبرزهم: دروغبا وانيلكا وكانوتي وكيتا وجيلاردينو وكارلوس تيفيز مقابل 80 مليون، فيما رفض رونالدو عرضاً صينيا بقيمة 300 مليون رغم ان قيمته السوقية 100 مليون.
شمولية التعاقدات
وتركز السعودية على التعاقدات مع كبار نجوم الكرة العالمية من أجل إتمام رؤية 2030 القائمة على نهضة شمولية في العمران والثقافة والاقتصادية والإعلامية ورياضياً، وتجاوزت قيمة الاستثمارات المالية في رؤية السعودية 2030 لأكثر من ترليون دولار، وتبحث السعودية عن الترويج لمشاريعها ورسالتها وشخصيتها من خلال هؤلاء النجوم الذين يقدمون الرسالة بصورة مختصرة وأسرع، فالمتابعين لرونالدو يبلغ عددهم حوالي “650” مليون في تويتر والانستغرام، وهذا يعني ان كل تغريدة يشاهده ألف مليون “مليار” بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهذا أفضل من اي عمل إعلاني بل وأوفر مالياً كون الاعلانات تحتاج لمبالغ مالية كبيرة تصل من “10%-20%” من قيمة الاستثمار وهو مبلغ كبير مقارنة بقيمة عقد رونالدو البالغ “100” مليون كرواتب و”100″ مليون اعلانات، وهذه الطريقة أفضل بكثير في حال تحديد الغاية وطريق العمل ومحطات التقييم.
رونالدو فوائد متعددة
واستفادت السعودية من التعاقد مع رونالدو كما ستستفيد من وجود بنزيما في زيادة المشاهدة الخارجية للفرق السعودية، وطلب العديد من القنوات بث مباريات البطولات السعودية، كما ان التعاقد مع لاعبين في نهاية مسيرتهم يمنح اللاعبين القدرة على الاستفادة من خبراتهم الشمولية بكرة القدم والتعامل مع المجتمع كنجم، وهؤلاء النجوم لهم متابعون كثر على عكس اللاعبين الشباب الذي لا يملكون الشعبية العالمية التي عملوا سنوات طوال لكسبها، وبالتالي حصلت عليها السعودية على الجاهز.
طفرة متوقعة لكنها بطيئة
ومن المتوقع أن تشهد الكرة السعودية طفرة في مجالات التطوير الفني والمتابعة الجماهيرية والتسويقية، لكن الطفرة الفنية لن تكون سريعة كما يتوقعها البعض، فهذا أمر بحاجة لسنوات من العمل المتوالي وبالذات في مجال الشباب والفئات العمرية بنقل الصورة الأهم وهي أهمية اللاعب في المجتمع وهو ما يصنع روح التحدي عند اللاعبين الشباب، اما اللاعبين الحاليين فيكتسبون مهاراه وثقة في التعامل مع لاعبي المنتخبات الأخرى، لكنها قد تأتي بمردود عكسي في حال وصول اللاعب لمرحلة الثقة المفرطة.
النظام المالي محمي بذكاء
ويتوقع البعض ان تقوم الأندية الأوروبية بفعل ضغط المعارضين للنهضة السعودية، وقد تقوم هذه الأندية بتقديم شكاوى للاتحاد الدولي بكرة القدم بتهمة النظام المالي غير النظيف، وهو أمر لن يمر كون السعودية خططت بطريقة عملية وحولت ملكية الأندية وأمورها للشركات الكبرى، فأصبحت أندية الهلال والنصر واتحاد جدة والأهلي تابعة لصندوق الاستمثار السعودي الذي يعمل براس مال قدره “650” مليار، فيما نادي القادسية لأرامكو ثاني أعظم شركة في العالم، وأصبح نادي الدرعية تحت رعاية هيئة تطوير الدرعية، ونادي العلا للهيئة الملكية لمحافظة العلا فيما نادي الصقور تابع لشركة نيوم.
تعاقدات منطقية
الأمر الآخر ان السعودية لم تخرق قواعد اللعب المالي النظيف، بل دفعت مبالغ مالية بقيمة اللاعب السوقية، فسعر رونالدو “100” مليون والمئة الأخرى قيمة عقود الرعاية وهي فائدة متبادلة للنادي واللاعب، اما بنزيما فقيمته السوقية “107” مليون، وهذه الاسعار أقل من قيمة تعاقد نادي جلاجسي مع بيكهام والتي بلغت “50 ” مليون دولار سنويا عام 2007 حيث كان وققتها سعر غرام الذهب “22” دولار فيما سعر غرام الذهب حالياً “57” دينار، اي ان قيمة بيكهام تكون قد بلغت بسعر اليوم “130” مليون دولار، أما بيليه وبكنباور فقيمة كل منهما “10” مليون وحينها كان سعر غرام الذهب “7” دولار مما يعني ان قيمة عقد كل منها حسب الاسعار الحالية “80” مليون، وبالتالي فان الأندية السعودية لم تختلق طريقة جديدة للتعاقدات بل دفعت القيمة السوقية للاعبين.
أوروبا ترتعب على شبابها
تخشى الأندية الأوروبية من تعاقد الأندية السعودية مع لاعبيها الشباب، لكن هذا الأمر مستبعد كون هؤلاء لا يحققون الغاية والهدف الشمولي الذي تبحث عنه السعودية، كما ان اللاعبين الشباب يفضلون البطولات الكبرى وبرواتب أقل على بطولات اضعف فنياً وبقيمة أعلى، كون اللعب في الأندية الأوروبية يسهل لهم طريق الانضمام للمنتخبات الوطنية والتي تعتبر الهدف الأهم في مسيرة اي لاعب.
صناعة العلاقات
وساهم تعاقد الأندية السعودية مع نجوم كرة القدم في صناعة صورة جديدة للمجتمع السعودي في عيون العالم، وهذه السياسة اتبعتها الولايات المتحدة لبناء علاقة مع الصين عُرفت بسياسة “البنغ بونغ” ، كما ساهم المنتخب الروسي للجمباز في تحسين صورة البلاد لدى الشعب الامريكي، وفي الحالتين قام منتخب الصين للبنغ بونغ ومنتخب الجمباز الروسي بزيارة الولايات المتحدة وقدموا عروضا مميزة، واستخدمت السلطة الفلسطينية الرياضة في تخفيف الضغوط الصهيونية على المعابر وساهمت في فضح الجرائم الصهيونية، فيما ستستفيد السعودية من وجود النجوم في الاثبات للعالم بان الشعب السعودي محب للسلام وليس كما يدعي الإعلام الممول من جهات معروفة غايتها ممارسة ضغوط مستمرة على السعودية والتي استخدمت القوة الناعمة الموجودة في الرياضة لأقصى حد.