التوظيف السياسي والاجتماعي لكرة القدم
أ.د. فايز أبو عريضة
تحتل كرة القدم اعلى سلم الشعبية للرياضة التنافسية في العالم ويلعبها ويتابعها الملايين في كل بقاع الارض ، وتتصدر مواسمها وبطولاتها اوليات الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الرقمي
في ضوء هذه الحقائق تلجا بعض الدول لاستخدامها كوسيلة لايصال رسالة سياسية او اجتماعية تبعا لاهداف وغايات هذه الدولة او تلك ونظامها السياسي ،
وهذا ما نراه عندما تتسابق الاتحادات الوطنية لكرة القدم في العالم بدعم وتشجيع من دولها في معظم الاحيان لاستضافة البطولات الاقليمية والقارية والدولية وكاس العالم لتحقيق تلك الاهداف وهذا حق مشروع للتنافس اذا كان في حدود الاهداف النبيلة لكرة القدم ،
وبعد ان سيطر الاحتراف على مفاصل اللعبة وكل اركانها اصبح هناك خطورة وخوف من توظيفها من قبل افراد او احزاب او شركات او حكومات لغايات واهداف سياسية واجتماعية واقتصادية تخرج عن الاهداف الايجابية من ممارساتها والتي تتمثل في تطوير وتعزيز قدرات ممارسيها البدنية والنفسية والاجتماعية والثقافية وغيرها واعتبارها وسيلة للترويح وقضاء وقت الفراغ بمتعة دون جنوح للعنف والتعصب لمشاهديها ومتابعيها ،
وبالرغم من ذلك تم توظيفها في كثير من الدول لغايات سياسية واجتماعية واقتصادية وغير بريئة في معظم الاحوال مما اخرجها عن مسارها واهدافها السامية ،
وهذا يذكرنا بالمصير الذي آلت إليه الألعاب الاولمبية القديمة بايقافها ،عندما نخرها الاحتراف وخروجها عن اهدافها الاساسية النبيلة وابرزها ايقاف الحروب بين المدن الاغريقية في الايام التي تقام فيها الالعاب ،
ويذكر التاريخ عن تلك الفترة كيف ان الامبراطور الروماني كاليجولا الطاغية الاشهر في التاريخ والذي كان يستمتع برؤية دماء المصارعين على الحلبات في روما حتى الموت والذين كانوا بالآلاف رعايا وعبيدا له ،
وفي نهاية المطاف احرق نيرون روما وهو يستمتع بمشاهدتها من شرفة قصره وهي تحترق .
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك