أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – حصلت كلية الحسين قبل ايام قليلة بمناسبة العيد الوطني السابع والسبعين للمملكة الاردنية الهاشمية على وسام الإستقلال من الدرجة الأولى كأول مدرسة في تاريخ المملكة .
وهذا التكريم لم يات من فراغ فهذه الثانوية لها بصمات واضحة وممتدة لعقود طويلة في خدمة التربية والتعليم والمجتمع المحلي في المملكة والعاصمة عمان تحديدا .
والحديث يطول عن اعداد الخريجين الذين تلقوا تعليمهم الثانوي في كلية الحسين منذ تاسيسها عام 1949 والعديد منهم وصل الى اعلى الدرجات العلمية والمراكز الوظيفية العليا وغيرها في معظم دوائر القطاع العام والخاص في الداخل والخارج .
ولكن الذي نحن بصدده انها قدمت للرياضة الاردنية خدمات جليلة حيث كان ملعب الكلية لكرة القدم في العاصمة عمان هو الملعب الرئيسي بجانب ملعب الكلية العلمية الاسلامية حيث كانت تقام عليها مباريات وتدريبات الاندية والمدارس قبل افتتاح مدينة الحسين للشباب في نهاية ستينيات القرن الماضي .
وكانت تقام على ملاعبها بطولات الاتحادات الرياضية في العاب القوى وكرة اليد والسلة والطائرة اضافة الى بعض الالعاب الداخلية كتنس الطاولة في قاعتها المغلقة الصغيرة والوحيدة .
ويرجع الفضل الاكبر في تقديم هذه الخدمات الطويلة الى المرحوم الاستاذ نظمي السعيد الذي امضى نصف خدمته في العمل العام مدرسا للتربية في كليةالحسين ( 1973/1958) وكان يداوم فيها من الصباح الباكر حتى المساء ولا يعرف العطلة الاسبوعية او السنوية دون كلل او ملل صيفا شتاء .
وكانت الكلية مقرا للقاء مدرسي التربية الرياضية واعضاء العديد من الاتحادات الرياضية الاردنية ولجانها الفنية في المكتب المخصص للرياضة في كلية الحسين وكانت المكان الانسب للتدريب على ملاعبها واقامة دورات التحكيم والتدريب احيانا.
وكل ذلك بتسهيل شخصي مادي واداري ومعنوي من المرحوم باذنه تعالى الاستاذ نظمي السعيد ،
والمقام هنا لا يتسع لسرد ما قدمه المرحوم نظمي السعيد للرياضية الاردنية لاعبا ومدربا وحكما واداريا في الاتحادات الرياضية والاندية الاردنية في معظم الالعاب الفردية والجماعية.
وبعد خدمة تزيد عن الخمس عشر عاما في التدريس في كلية الحسين انتقل الى الاعلام الرياضي في الاذاعة الاردنية ومعظم الصحف المحلية اليومية وابرزها صحيفة الراي الاردنية يقدم بامانة واخلاص الراي والمشورة بقلمه الحر والجريء حتى يوم لقاء ربه نهاية القرن الماضي ،
وكان لي شرف صداقته ومزاملته في العمل في مواقع عديدة حيث تسلمت منه التدريس في كلية الحسين في العامين الدراسيين 1973-1975 اضافة الى التطوع في الاندية والاتحادات الرياضية ولجانها المتعددة ،
وهنا ارى ان هذا التكريم لكلية الحسين يعتبر تكريما لكل من عمل في كلية الحسين منذ تاسيسها الى يومنا هذا وعلى راسهم بل هو اطولهم خدمة واكثرهم عطاء وانتماء هو المرحوم الاستاذ نظمي السعيد القامة الرياضية الوطنية والعربية .
وفي هذا المقام وفي هذه المناسبة اتمنى ان نتذكر جميعا ونذكر في عجالة لمن لم يعاصر تلك الفترة من شبابنا بانجازات رائد من رواد الحركة الرياضية الاردنية في القرن الماضي المرحوم الاستاذ نظمي السعيد وندعو له جميعا بالرحمة والمغفرة وان يسكنه الباري عز وجل الفردوس الاعلى من الجنة.
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك