صالح الراشد يكتب….الاحتراف الاداري عنوان النجاح .. والهواية طريق للهاوية
صالح الراشد
ستادكم نيوز – أذهلني نهائي دوري أبطال أوروبا بين مانشستر سيتي الانجليزي وانتر ميلان الايطالي وانتهى بفوز السيتي، لم يذهلني الآداء ولا الضغط العالي وسرعة التمرير وتعدد الفرص، ولا إبداعات النجوم ومتعة كرة القدم وصناعة الفرص وإهدارها، ولم يذهلني الجمهور الغفير الذي قام بتشجيع فريقه طوال اللقاء، ولا المدربين الذين عصرا فكرهما حتى أنتجا الخطط المناسبة لمواجهة كل فريق وإبطال أسلحته الهجومية، وتخيلوا ان ابداعات الحارسين في ذود كل منهما عن مرماه لم تنل اعجابي الكبير ولم تخطف أنفاسي رغم تألقهما وإبداعهما ، فهذه الأمور واردة الحصول في شتى لقاءات كرة القدم حتى في البطولات العربية المحلية.
ما أثارني شيء مختلف كان بمثابة درس مجاني لجميع لاعبي كرة القدم والاداريين العرب المتناحرين في بطولات ضعيفة غير منتجة مالياً وفنياً، ما أعجبني حين أطلق الحكم البولندي صافرة النهاية احتفى لاعبو مانشستر سيتي بطريقة لم تتسبب في إهانة مشاعر لاعبو انتر ميلان، وحزن لاعبو الفريق الخاسر دون تعكير صفو فرحة لاعبي الفريق الفائز، وما هي إلا لحظات حتى تعانق اللاعبون والمدربون، فاللقاء انتهى وبدأ كل منهم يفكر بطريقة لارضاء الجماهير الغفيرة والتي بدورها صفقت للفريقين، في دلالة عن ارتقاء فكرهم لمستوى إنسانية كرة القدم وأنها طريق للفرح والاستمتاع وبناء العلاقات الايجابية.
انتهت القمة الأوروبية وتعانق أعضاء إدارات الناديين، ففي كرة القدم فإن الفائز اليوم هو ذاته الخاسر غداً، والعقلاء يتقبلون الفوز للبناء عليه والخسارة لعلاج الأخطاء، هؤلاء أهل كرة القدم وصُناعها فيما في عالمنا العربي الذي يسمى بالعالم الثالث وفي كرة القدم ومفاهيمها العاشر، لا تزال مناكفات الادارات طفولية الفعل هوجاء النتائج، كونها تخاطب فئة محددة لنيل رضاها دون أن تبالي الإدارات بمشاعر الآخرين ومنهم عقلاء هذه الأندية الذين يعرفون معاني كرة القدم الحقيقية لكنهم خارج إطار القرار.
فارق الفعل بين أهل كرة القدم والمتشبثين بتلابيبها كبير وشاسع مما يوجب تدخل الجهات الرسمية لخصخصة الأندية، وتحويلها لشركات مملوكة للقطاع الخاص وتقدم موازنة سنوية وتخضع لقانون الشركات كل في دولته، ويكون الربح المالي هدف كما يحدث مع الأندية في غالبية دول العالم، وكما يحدث في الكرة السعودية حالياً، فالاحتراف الاداري عنوان النجاح والهواية طريق للهاوية.
آخر الكلام:
في الملاعب الأوروبية لا يوجد حقد بين إدارات الأندية كونهم يدركون انهم في صف واحد للارتقاء باللعبة وتحقيق المكاسب المالية، فيما يدرك اللاعبون أن منافسهم اليوم قد يكون زميلهم في الفريق في الموسم القادم، لذا تكون التصرفات ناضجة في عالم رجال الأعمال من إدارات أندية ولاعبين.