ستادكم نيوز – رام الله – وفد اتحاد الإعلام الرياضي
100 كم، هي فقط المسافة الفاصلة بين القدس عاصمة فلسطين وعمّان عاصمة الأردن، لكن مشاعر المحبة والحفاوة والكرم وتسابق الأشقاء الفلسطينيين على توفير سبل الراحة سواء من اللجان المنظمة والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أو المواطنين الذين يكنون عشقاً جنونياً وكرماً أتعب من بعدهم، أزاح غمامة الشؤم التي فرضتها حواجز الاحتلال وتضييقه وفتحت في جدار الفصل العنصري منافذ شمس الحرية والإباء.
كل ذلك يمكن اختصاره بهتاف الجماهير الحاضرة على مدرجات ملعب الشهيد فيصل الحسيني في القدس لمتابعة نهائي بطولة القدس والكرامة الثانية بين فريقي جبل المكبر والوحدات، والتي صدحت حناجرها “شعب واحد مش شعبين”، لتؤكد أن ما يجمعنا من وحدة دم ومصير ومستقبل أكبر من كل شيء.
رسائل النهائي
حملت هذه البطولة منذ إنطلاقها هدفاً رئيسياً لتقديم رسالة المصير المشترك الذي يجمع ضفتي نهر الأردن، خاصة وأن لإسمها نصيب من “كرامة القدس” والتي تحظى برعاية ملكية من صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المفدى وفخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبتوجيهات مباشرة من سمو الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم ونظيره الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب، فكان من الواجب الحرص على فهم الهدف والمبتغى وفهم الرسالة التي تحمل بين طياتها تتويجاً للجهود الملكية وتأكيداً للوصاية الهاشمية على المقدسات في العاصمة الفلسطينية، ورسالة لحمة ووحدة تشير بوضوح أننا قلبان في جسد واحد، وأن المصير المشترك والقضية التي تخص الأردن كما تخص فلسطين لا يمكن أن تنسى.
الوحدات بطلاً للمرة الثانية
توج الوحدات بطلاً للنسخة الثانية من بطولة القدس والكرامة التي استضافها ملعب الشهيد فيصل الحسيني في مدينة الرام، بعد أن قلب خسارته في الشوط الأول أمام فريق جبل المكبر بهدف إلى فوز بهدفين في الشوط الثاني.
ورفع طارق خطاب قائد الأخضر كأس البطولة الذي تسلمه من يد رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب وسط فرحة عارمة لمشجعي ولاعبي المارد الأخضر التي حضرت بقوة.
بدأت المواجهة الختامية على صفيح فاتر فنياً وساخن معنوياً، فهي تمثل فرصة جيدة لجبل المكبر من أجل الثأر لخسارته في نهائي النسخة الأولى من البطولة أمام الوحدات تحديداً، وهو ما ظهر من خلال الأطماع التي ظهرت جلية على اندفاع لاعبي الفريق المقدسي نحو مرمى مرمى الوحدات.
في المقابل كان الوحدات المتسلح بثقة البطل الساعي للحفاظ على لقبه، دافعاً للثبات بالرغم من التأخر في النتيجة بعد نهاية الشوط الأول، وحماس المكبر الكبير للفوز.
المكبر يتقدم
بداية حذرة ميزها جس النبض بين الفريقين، ويبدو أن سمير عيسى مدرب المكبر، كان عازماً على تجسيل انطلاقة قوية لبطل الدوري الفلسطيني المتسلح بدعم جماهير كبير ودوافع عدة، حيث اعتمد على محمد باسم كنقطة للانطلاق والتحضير في منتصف الملعب، مع تأمين دفاعي متين أمام مرمى رامي حمادة بوجود بهاء علقم ومحمد أبو خميس، وانطلاقات وليد القنبر ومحمد عبيد على الأطراف لمساندة الجناحين هاني عبدالله واستغلال تحركات وتمركز رأس الحربة النشيط شهاب القنبر.
في المقابل ظهر احترام داركو الكبير للمبكر، من خلال عدم المبالغة في الهجوم والاندفاع واللعب بصورة كبيرة على الأرض وتناقل الكرات بين الخطوط والتمركز الجيد للاعبين، بدور محوري لمحمود شوكت إلى جانب أحمد سريوة ويوسف أبو الجزر في منتصف الملعب، ومعتمداً بقوة على سرعة فراس شلباية ومهارة مهند أبو طه وحسان الزحراوي على الأطراف وتحركات زيد القنبر في الأمام، مع التركيز على الإغلاق من قبل المدافعين الشابين المتميزين عرفات الحاج و دانيال عفانة.
لم يشهد الشوط الأول الكثير من الخطورة على المرميين حتى الدقيقة 40 من عمر اللقاء والتي شهدت تسجيل المكبر هدف التقدم من ضربة جزاء إثر لمسة يد على دانيال عفانة، وضعها محمد يامين بثقة على يسار أحمد عبد الستار، لينتهي الشوط الأول بتقدم المكبر بهدف وحيد دون مقابل.
عودة وحداتية
دخل الوحدات أرض الملعب متأخراً وهو ما يشير إلى أن البوسني داركو تنبه للكثير من الملاحظات الهجومية، حيث دخل أحمد الصغير مكان عامر جاموس في تبديل اضطراري على ما يبدو، ومنح سريوة مهام هجومية أكثر، حيث ضغط الوحدات بقوة نحو مرمى حمادة أثمر عن خطأ أرتكبه مدافع المكبر على فراس شلباية ليحتسب الحكم ابراهيم سمارة ضربة جزاء أخرى للوحدات هذه المرة، نفذها محمود شوكت بنجاح في المرة الثانية بعد إعادة تنفيذها.
واصل الوحدات أسلوبه المتوازن بين الضغط والتصدي لخطورة المكبر التي نتجت بصورة أكبر من خلال الكرات الثابتة، ومع توقف المواجهة بعد لوحات حماسية من جماهير المكبر تسببت برمي قنبال الدخان الملون على أرض الملعب، هاجم الوحدات بضراوة ليترجم دانيال عفانة الأفضلية بعدما زرع عرضية فراس شلباية المتقنة في شباك المكبر مع الدقيقة الأخيرة من الوقت الرسمي معلناً قلب الطاولة والنتيجة لصالح الأخضر.
ومع نهاية اللقاء وضع الوحداتية أيديهم على القلب بعد كرة خطيرة للغاية أضاعها حمادة مراعبة من داخل المنطقة الخطرة للوحدات.
تشكيلة الفريقين
الوحدات: أحمد عبد الستار، فراس شلباية، دانيال عفانة، عرفات الحاج، أحمد سريوة، مهند أبو طه، عامر جاموس “أحمد الصغير”، محمود شوكت، يوسف أبو جزر، زيد القنبر، حسان زحراوي.
جبل المكبر: رامي حمادة، وليد قنبر، محمد عبيد، بهاء علقم، شهاب القنبر، محمد يامين، حمادة مراعبة، محمد باسم، محمد أبو خميس، هاني عبدالله.
الحكام: ابراهيم سمارة “ساحة”، أشرف أبو زبيدة “مساعد أول”، منذر عقيلان “مساعد ثاني”، معاذ عوفة “حكم رابع”.
شذرات
-حظيت المباراة النهائية بحضور رسمي كبير بتواجد اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم واللجنة الأولمبية هناك إلى جانب السفير الأردني في فلسطين عصام البدور وحضور النائب خليل عطية وعضو مجلس إدارة الاتحاد الأردني لكرة القدم فؤاد الدويري ورئيس نادي الوحدات بشار الحوامدة
-بدأت المباراة بتوجيه التهنئة لسمو الأمير الحسين ابن عبدالله ولي العهد الأمين من خلال لوحات حملها الفريقين
-جنون التشجيع لجماهير جبل المكبر ترجمه التيفو الذي رفع قبل بداية اللقاء ولوحات مميزة باستخدام الدخان الملون.
-توقفت المباراة مع بداية الشوط الثاني للحظات بعد احتفال جماهير جبل المكبر باستخدام الألعاب النارية الكثيفة
-عائلة القنبر كان لها حضورها في المواجهة الختامية بمشاركة شهاب القنبر أمام الوحدات فريقه السابق وزيد القنبر أمام جبل المكبر فريقه السابق أيضاً.
-تعاطف كبير ودعم ومطالبات للافراج عن لاعب جبل المكبر أحمد أبو خديجة الذي اعتقلته قوات الاحتلال قبل أشهر.
– الأجواء الحارة أجبرت الحكام على منح الفريقين فترة استراحة لشرب الماء على مدار الشوطين.
-توقفت المواجهة مرة أخرى بعد رمي قنابل الدخان الملون على أرضية الملعب، وسط حماس كبير من جماهير المكبر.
الإعلام الرياضي الأردني في ضيافة عباس وتأكيد على دعم الرياضة الفلسطينية
حل الإعلام الرياضي الأردني ضيفا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله يوم أمس لتجديد الدعم للرياضة الفلسطينية في مختلف المحافل مستلهمين ذلك من جلالة الملك عبدالله الثاني الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.
واستقبل عباس وفد الاتحاد الأردني لكرة القدمو الإعلاميين مهند محادين وخالد الخطاطبة ورئيس نادي الوحدات بشار الحوامدة. بحضور رئيس الإتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب السفير الأردني في فلسطين عصام البدور.
وتحدث محادين عن عمق العلاقة بين الشعبين مؤكدا أن الإعلام الرياضي الأردني حريص على دعم الرياضة الفلسطينية مقتديا بدعم جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأضاف : حريصون على دعم الأشقاء في فلسطين على مختلف الصعد خاصة بما في ذلك الجانب الرياضي وهذا مبدأنا في الأردن لنصرة الأشقاء في فلسطين الذين يرزخون تحت وطاة الاحتلال.
بدوره أكد الخطاطبة ايمان الإتحاد الأردني للإعلام الرياضي بضروره دعم الرياضة الفلسطينية لإيصال رسالتها إلى العالم مؤكدا اننا نقتدي لجلالة الملك الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية.