صالح الراشد يكتب…جريمة عربية اسمها جماهير الأندية..!!
صالح الراشد
ستادكم نيوز – منذ زمن لم أقرأ على وسائل التواصل الاجتماعي مثل هذا الحقد والكراهية، ولم أسيء لبصري كما أسأت له بقراءة ما كتبه نفر من جماهير الكرة العربية المشجعين للفرق الجماهيرية، ولم أسيء لفكري إلا حين قرأت فكر هؤلاء المريض بل تجاوزوا هذه المرحلة ليصلوا لمرحلة الحقد على أوطانهم الغالية على عقلاء العرب، لنجد أنهم يبحثون من خلال كتابات مهترئة أخلاقياً وفكرياً عن إلحاق الأذى بالدول العربية وعلاقتها الاخوية وشعوبها من أجل لعبة اسمها كرة قدم، ولم يفقه ولم يتعلم هؤلاء مما قاله الشيخ محمد الشعراوي حين قال: ” جعلوا للهزل قوانين وتركوا الجد بلا قوانين”، ليرتقي هؤلاء الباحثين عن إشعال الفتنة في شتى الدول العربية لمكانة شعبوية لا قيمة له إلا في النفوس الجاهلة في معاني وقيم الحياة والإنسانية.
لقد سطرت بعض الجماهير اسمها في الدرك الاسفل من الجحيم، وهم يبحثون عن الفتنة بين السطور لأجل أن يصنعوا لأنفسهم مكاناً عليا، متناسين أنهم يحفرون القبور لمن سيقتلوا على أبواب الملاعب بسبب الكراهية المتزايدة التي يصنعونها لأجل لعبة وجدت أصلاً للمتعة، لكن هؤلاء بجهلهم ولامبالاتهم لا يحترمون أوطانهم ولا الشعوب التي ينتمون إليهم، ويعتقدون ان ظهورهم في مقدمة الجهلاء انتصار لفكرهم وعقيدتهم الموبوءة والمليئة كرهاً وحقداً للعرب الطيبين أصحاب القلوب النقية والبسمة الصافية فكيف تصمت الدول عن هؤلاء، وهل ستُنهي جرائم نشر الكراهية التي يصنعها هؤلاء قبل أن تستفحل خطورتها .؟
لقد حان الوقت حتى تتوقف هذه الجماهير عن الحديث العنصري المثير للحقد والفتن، وعليهم الادارك بأن ما يفعلونه جريمة الكترونية توجب محاكمة مروجها، وتناسى هؤلاء في غمرة انشغالهم بزيادة المسافات بين الشعب الواحد، ان أصل الأشياء أن يتم توحيد الشعوب استعدادً للقادم السيء الذي يخطط له الغرب لفرضه علينا، لذا على العقلاء منهم وأد الفتنة التي تصنعها كرة القدم، وهي اللعبة التي يعتبرها أعداء الأمة مدخل لتفريق الشعوب الأبية، هذه الشعوب التي صنعت الحضارة البشرية قادر على التخلص من أي لعبة حمقاء تصنع الفرقة، لذا أقول لكل عربي : ” لا تستمعوا لدعاة الفرقة الواقفين على أبواب الجحيم وهم يطالبونكم باللحاق بهم، بل حبو بلادكم وتعلموا مما حصل في الدول التي انتشرت فيها الكراهية، فالأوطان غالية وتستحق منا جميعاً الكثير وهي أكبر بكثير من كرة القدم وشعبيتها”.
لقد ظهر جلياً محاولات استغلال البعض لشعبية بعض الأندية لزراعة الكراهية، وشعرنا بأصابعهم الآثمة تحاول العبث بالسلم المجتمعي والأمان الشعبي ، حيث تتسابق الجماهير ودون وعي لغرس قيم الكراهية بدل الحب، وهذا ما نشاهده على أرض الواقع في الملاعب وعبر منصات التواصل الاجتماعي، ونحن كعرب عانينا الأمرين من فُرقة الفكر خلال الخريف الدموي الذي لم ينتهي ولا زال نهر الدماء العربية لغاية الآن يجري، فكيف تسمح الدول لعدد محدود بنشر الكراهية ودق طبول الفتنة بجهالة خدمةً لمصالح الغرب والكيان الصهيوني، والأخير يُجيد التلاعب بالشعوب عبر ذراعه الاستخباراتي “الوحدة 8200” التي تؤجج الصراعات وتشعلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وغايتها إشعال الدول العربية وجعل الصراعات فيها مميتة.
ان الأندية الكبيرة صاحبة الشعبية كثيرة ومتعددة في الوطن العربي، لكنها ليست وطن وليست دولة، وراياتها لن تكون في يوم من الأيام علم الوطن، لذا ستفشل محاولات الصهاينة وزُراع الكراهية عن استخدامها كسلاح ضد الدول العربية، والتي لن تتأخر في معاقبة الأندية وإغلاقها إن شعرت أنها قد تتحول لسلاح ينخر في جدران الوطن، وستقف الشعوب الواعية في وجه من يستغلون جمال كرة القدم لزراعة الكراهية وحصد ثمارها بالقتل والدمار ، فحياة الإنسان أهم من لحظة متعة عابرة سرعان ما تنتهي ويبقى الألم رفيق الجميع .
آخر الكلام:
هل يعقل لشعوب تملك رصيد حضاري ضخم ساهم في تطوير البشرية، أن تحتكم لقدم مجموعة من اللاعبين ولعصبية مجموعة باحثين عن الظهور في الصورة حتى لو على حساب أمن الوطن، لذا يجب أن يكون الاحتكام لفكر المبدعين الذين أناروا دروب الإنسانية للبشرية، فيما يُدرك الجميع أن الفارق بين القدم والرأس كبير والمسافة شاسعة، مما يوجب على أصحاب الفكر أن يتصدوا لأصحاب عصبية القدم، لتظل كرة القدم مجرد لعبة تمتعنا فيما المعرفة تقودنا.