أندية بالمزاد العلني
د. فايز أبو عريضة
تاسست الاندية منذ عقود طويلة كمؤسسات اهلية لخدمة الشباب في المجتمع المحلي الذي تتواجد فيه، وانتشرت في كل مناطق المملكة، واصبح في بعض البلدات الصغيرة اكثر من نادي لافرازات عشائرية او مناطقية، وتارجحت تبعيتها من وزارة التنمية الاحتماعية في بادئ الامر، ومن ثم إلى مؤسسة رعاية الشباب والى وزارة الشباب في نهاية الامر، ولكنها لا زالت تراوح مكانها في معظمها فقيرة في موازناتها ومبانيها ، وسبب ذلك يعود إلى الانظمة والتشريعات التي تحكم الانتساب اليها والعمل بموجبها، وتخرج من اطار خدمة المجتمع إلى خدمة بعض الافراد الذين يتحكروها لمصالح شخصية، مما يضعفها ويؤجج الصراعات داخلها بين منتسبيها انعكاسا للخلافات العشائرية في البلدة او الجهوية اوالحزبية احيانا في مناطق أخرى، وهذ الصراع امتد في بعضها لعقود طويلة، واصبح العزوف او الابعاد عن الاندية ظاهرة واضحة، وانعكس ذلك على رسالتها واصبح بعضها في المزاد العلني للبيع او الحجز، وتطور الامر بعد الاحتراف إلى عقوبات دولية من ال FIFA وغيره، لذلك على وزارة الشباب ان تعيد النظر في التشريعات التي تحكم عمل الاندية، ولها في نظام الجامعات الخاصة والتي هي مؤسسات وطنية ربحية بالاساس، ويحكم عملها في مجال التعليم وانظمة القبول ومنح الدرجات العلمية وما يتعلق بالتعليم انظمة التعليم العالي كما هي في الجامعات الرسمية، وفي ذات الوقت لها شركات مساهمة موازية ويتصارع أصحاب الاسهم فيها على مجالس إداراتها بشكل يفوق ما يدور في الاندية بدرجات، لكن الذي لا ينجح في انتخابات مجلس ادارة الشركة لا يعمل ضد الجامعة والشركةالتي يمتلك الاسهم فيها، رغم حرب الاسهم الضروس ، ولذلك على وزارة الشباب ان تجدد تشريعاتها ولديها من الخبرات في ذلك، وقد تستعين بمن تريد لتشجيع الاندية لتتحول إلى شركات او جمعيات تعاونية بنظام الاسهم والشراكة وبتشريعات خاصة يحكم عملها حتى لا تبقي تحت رحمة من يجمع اهله وربعه واصدقاءه لضمان ادارات تبصم دون ان تقرأ، او تحت وصاية ممول جاء لينتقل إلى محطة أخرى كعضوية اتحاد رياضي او نيابة او واجهة اجتماعية وعشائرية مشتراة بالمال او ديون يلوح بها بالحجز على النادي وحافلته الوحيدة كلما شاهد صورة منافسه على الفيس بوك او منصات رقمية أخرى او فاز الفريق في مباراة في العهد الجديد.
*العميد السابق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك