صالح الراشد يكتب….يا حمد .. “عنزة ولو طارت”
صالح الراشد
ستادكم نيوز – حملات متواصلة وهجوم شرس متلاحق يطارد المدير الفني لمنتخب “النشامى” عدنان حمد، ولكل حملة استلابها وغاياتها وغطائها، لتصبح الصورة واضحة جلية بأن المطلوب حمد شخصياً، وآخر الحملات وأضعفها جاءت على خلفية اختيار حمد لمنتخب الفلبين لمواجهة منتخبنا ، وحجة هؤلاء أن المنتخب الأردني في التصنيف العالمي “84” عالمياً والفلبين في المركز “134”، وبالتالي فان اللقاء لن يعود بفائدة فنية على اللاعبين، وذهب بالبعض للقول بأنه لا يوجد للقاء أهمية حتى في التصنيف الدولي، وصفق لهؤلاء أعداد أخرى منهم من يكره حمد “كونه حمد ليس إلا”، وهؤلاء جميعا لن يبدلوا مواقفهم من المدير الفني حتى لو أوصلنا إلى نهائيات كأس العالم، والبعض الآخر يرفضونه كونهم يعتقدون أنه يقف في طريق طموحهم وافشال رغبتهم بايجاد موطئ قدم لهم في بيت كرة القدم الأردنية.
وقبل الخوض في الفوائد المترتبة على اللقاء والدخول في عالم الأرقام، فقد صفق غالبية منتقدي حمد بكل حرارة واخلاص للنجم الارجنتيني ميسي، وهو يسجل “هاتريك” في مرمى كوراساو ذات التصنيف “86” عالمياً فيما الارجنتين في وصافة التصنيف قبل اللقاء وفي الصداره بعده، ونشروا عبر صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي قصائد الغزل والاعجاب بأهدافه بمرمى منتخب بلا تاريخ، كون الفارق بينهما “84” درجة فيما الفارق بين الاردن والفلبين “50”، وبالتالي والأصل حسب حسابات جهابذة الكرة فان خيار منتخبنا يجب أن يكون أفضل كون ال “50” درجة أقل من “86”، لكنهم صفقوا بجنون للارجنتين وهاجموا بوحشية النشامى، مما يُظهر أنهم يملكون معايير مزدوجة متضاربة تجعل حكمهم غير سليم ويشوبه أخطاء كبيرة.
ولم يتنبه خبراء “النقد” بان المنتخبات تختار أحياناً مباريات مع منتخبات ضعيفة لضبط الحالة النفسية للاعبين، وجعلهم يعيشون الفرح في ظل المسافة البعيدة للمنافسات الدولية القوية، وبالتالي يحتاج اللاعبون لدخول حالة التعايش مع الفوز لزيادة التحفيز، وتزداد أهمية هذا الأمر حين يكون هناك قضايا عالقة تؤثر فنياً على اللعبة بشكل تكاملي، وظهر الأمر جلياً بأن هناك فارق كبير بين منتخبي الارجنتين والأردن، فنجوم الارجنتين جاهزون حد الاشباع لخوض مباريات قوية، ورغم ذلك كان الخيار بمواجهة منتخب ضعيف، فيما غالبية نجوم كرة القدم الاردنية يجلسون في بيوتهم منذ أشهر ودون لياقة ليكون اعتماد حمد على المحترفين الجاهزين الذين لم يلعبوا سوياً منذ فترة طويلة وضم إليهم مجموعة من اللاعبين الجدد، وبالتالي فان اختيار منتخب ضعيف يمنح لاعبينا قدرة على التفاهم والانسجام وممارسة الفرح، ورغم وضوح هذه النقطة حتى لمن لا يُتابعون كرة القدم إلا ان منتقدي حمد استمروا في الهجوم، وأمطروا مواقع التواصل بعديد الأسئلة التي تركزت على حالات فردية، فلماذا لم يحضر حمد هذا أو ذاك، مع العلم أن غالبية هذا وذاك بحاجة لبناء بدني من جديد.
لقد استفاد منتخب الارجنتين من مواجهة كوراسا لينتقل لصدارة التصنيف العالمي، وتراجع منتخب البرازيل للمركز الثاني بخسارته أمام المغرب، وبالتالي فان الفوز على منتخب قادم من غياهب الكرة العالمية أحدث التغيير والفارق، فيما حافظ منتخب الاردن بفوزه على الفلبين على موقعه في التصنيف العالمي، لتبرز الفائدة التي شكك بها البعض ببقاء النشامى في التصنيف الاسيوي الثاني، وهذا هو المطلوب في هذه المرحلة كون الانحدار للمستوى الثالث لم يكن بالبعيد، وكالعادة بدأ مسلسل الغزل بانجاز الارجنتين والهجوم على فوز الاردن على الفلبين وبطرق مبتذلة ومتزايدة، ليظهر الاختلال باسوء صوره ومعانيه وأن البعض يصرخ بصوت مرتفع من أجل لفت الانتباه فقط وليس للاصلاح.
آخر الكلام:
أعيد وأكرر بأنني لا أدافع عن المدير الفني عدنان حمد ولا عن منتخب النشامى، فهناك من وظيفتهم الدفاع عن اتحاد كرة القدم ومنظومته، لكني أحاول توضيح الصورة ووضع النقاط على الحروف، ولأن البعض وصلوا في غيهم إلى التمسك بمواقفهم تحت شعار “عنزة ولو طارت”.