أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز -اليوم احتفلت مدرسة كفرنجة الثانوية للبنين بتكريم الاستاذ محمد عثمان ظاظا الذي بدا حياته بعد تخرجة مباشرة مدرسا للتربية الرياضية في ثانوية كفرنجا في عام 1975
واليوم تستعيد ذاكرة المدرسة واهل البلدة والمنطقة والنادي الجهود التي بذلها المعلم الشاب محمد عثمان في فترة ثلاث سنوات قضاها في التدريس والتدريب في البلدة في الاعوام من ( 1978/1975 )،
وفيها من الذكريات والابداعات والانجازات التي حفرت في ذاكرة الاجيال
وبدات الرحلة بالبحث والحفر في الصخور الجبلية المحيطة بالبلدة وتقطيعها وجلبها للمدرسة لتجهيز الساحة للاصطفاف وملعب لكرةُ اليد والسلة وغيرها بتعاون من ادارة المدرسة والطلبة والبلدية والمجتمع المحلي انذاك ،وبكلفة تصل الى الصفر تقريبا ،
وكانت التدريبات في المدرسة بقيادة المعلم الشاب لفرقها الرياضية المختلفة مستمرة طوال هذه المدة ولا تتوقف في نهاية الاسبوع او في العطل المدرسية وتستمر على شكل معسكرات تدريبية بجهد ذاتي من المدرس وقد تستمر لاسابيع دون كلل او ملل وكان نتاجها اجيالا عشقت كرة اليد لا زالت بصماتها مستمرة ليومنا هذا على مدارس البلدة والنادي بجهود شبابها على مدار عقود طويلة ،
وهذا ما كان عليه مدرس التربية الرياضية في تلك الحقبة حيث كان يسكن في البلدة التي يتم تعيينه في مدارسها ، ولا يغادرها الا للضرورة القصوى ،ولم تكن الرواتب العالية او بدل عمل اضافي او الطموح باقتناء سيارة او اي شيء من هذا القبيل هو الهدف من العمل على مدار الساعة في المدارس ، بل كان الاخلاص فيه عنوانا ،وواجبا وطنيا يمليه عليه ضميره المهني وحبه لوطنه واخلاصا لمهنته ،
واليوم وقد بادرت مدرسة كفرنجة الثانوية للبنين بتكريم الاستاذ محمد عثمان ظاظا ( ابو رامي ) القامة التربوية الذي قدم خدمات جليلة في كل المواقع التي عمل فيها بعد كفرنجة في الشونة الشمالية وناديها اليرموك وبطولة الربيع لكرة اليد والتي كانت مهرجانا سنويا لكرة اليد الاردنية ،وفي الاشرف التربوي والادارة العامة في وزراة التربية والتعليم وجائزة الملك عبد الله الثاني للياقة البدنية في مراحل تاسيسها والاتحاد الرياضي المدرسي وغيرها من المواقع الرسمية والاهلية .
ونحن نرى ان هذا تكريم لجيل كامل خدم وقدم بصمت وخاصة في مجال التربية والتعليم والرياضة المدرسية تحديدا ،
وعلينا جميعا ان نثمن هذه المبادرة الطيبة ونشيد بها وكل الشكر والاحترام لثانوية كفرنجة ممثلة بادارتها ومدرسيها واهل البلدة ونادي كفرنجة على هذه اللفتة الكريمة ،
ونتمنى ان تقتدي بهذه المبادرة الخلاقة كل المدارس في كافة مواقعها والاندية ومؤسسات المجتمع المدني والخدمة العامة في تكريم من قدموا خدمات لمنتسبيها عبر تاريخها وتركوا بصمات واضحة لا تنسى ،حتى تعزز في نفوس الاخرين قيم العطاء والانتماء والاعتزاز بتكريم الرواد امامهم كنماذج يقتدى بها في خدمة الوطن .
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك
