أبو عريضة يكتب…نجم عربي ونصف قرن مع ام الالعاب
أ.د. فايز أبو عريضة
ستادكم نيوز – عندما اكتشف محمد المصري ابن بلدة عتمان في ريف درعا في سهل حوران ان الافق واسع للمشي والجري والتجوال سواء للزراعة او الرياضة ليحقق احلامه ،
ومن هنا بدات مسيرته في العاب القوى كلاعب للجري بكل مسافته القصيرة والمتوسطة والوثب وتوج ذلك بالدراسة في معهد التربية الرياضية في دمشق وتخرج منه عام 73 اضافة لعشرات الدورات في الداخل والخارج ليلتحق بسلك التعليم في درعا وبدا في اكتشاف ما حوله من خامات بالفطرة لالعاب القوى ،
واصبح من المالوف ان ترى ابو قاسم بزيه الرياضي يمشي او يجري صباحا الى المدرسة في شوارع درعا او الى المزرعة في عتمان ويراقب المواهب لاكتشافها وتبنيها ودعوتها للتدريب في الميدان وساهم في تعزيزه وتشجيعه على المضي في مهمته زوجته الفاضلة ام قاسم والتي تشاطره نفس التخصص وتفهمت تطلعاته وكانت السند له في طموحاته ،
وخلال مسيرة بدات في بداية سبعينيات القرن الماضي ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا والتي تجاوزت نصف قرن من الزمان ولا زال( ابو قاسم ،محمد المصري )بنفس الحماس والعطاء وهو ببحث عن المواهب ويدربها ويقدمها للمنتخب الوطني في سورية الحبيبة وكان للابطال الذين اكتشفهم ودربهم صولات وجولات على المستوي الوطني والعربي والاسيوي خلال مسيرته وابرزهم كمثال لا للحصر وعاصرهم كنجوم في العاب القوى السورية بعصرها الذهبي في فترة الثمانينات والتسعينات كغادة شعاع وسليمان حويله وزيد ابو حامد وموسى حريري ومحمود حاصباني وبسام الشاطر المرحوم حافظ الحسين واسد نقور واسماء عديدة يصعب حصرها ،
ومع انه تجاوز السبعين من عمره فانه من القلائل في الوطن العربي ممن لا زالوا قابضين على الجمر ويعمل في مجال التدريب يوميا لساعات في درعا او دمشق ،
واليوم ابو قاسم يكتشف المواهب في حوران ويدربها ويقدمها للمنتخب في دمشق ويرافقها الرحلات المكوكية ويعمل ضمن مجموعة مدربي المنتخب الوطني لالعاب القوى ،
ومن ضمن اكتشافاته الاخيرة قبل شهور قليلة كما افادني خلال التواصل المستمر معه
كان الفتى ذو الستة عشر عاما فلسطيني يعيش في درعا والذي يجزم المدرب التاريخي ابو قاسم ان هذا الفتى سيصبح له شان في العاب القوى اذا ما اتيحت له فرصة التدريب والمتابعة حيث انه بعد عدة اسابيع من التدريب حقق رقمًا قياسيا في الوثب الطويل بمسافة 648 سم وبزمن قياسي لمسافة 110 حواجز بزمن قدره 16 ثانية وتخطى حاجز 58 ثانية في سباق 400 متر حواجز وهذه دعوة للصديق الدكتور مازن الخطيب رئيس الاتحاد الفلسطيني لالعاب القوى لاتخاذ ما يلزم للتواصل مع اصحاب الشان في سوريا لمتابعة مسيرة هذا الفتى (باسل سلمي ) مواليد درعا 2006 بالتدريب والرعاية وتقديم الشكر والتقدير للمدرب محمد المصري على رعايته له بعد اكتشافه
والحديث يطول عن قامة تدريبية عربية تستحق التكريم كجندي مجهول في عالم العاب القوى وطنيا وعربيا
ونحن هنا نتمنى على الصديق محمد المصري ابو قاسم الصديق العزيز والذي التقيناه في دورات تدريبية في موسكو في الثمانيات وشهدنا حرصه على الاستفادة والبحث عن الجديد في العاب القوى ان يستمر في العطاء في كل المواقع والازمان ،
وندعو الباري عز وجل ان يمتعه بالصحة والعافية وان يبقى كما عهدناه دوما يمشي صباحا من درعا الى عتمان ليكتشف المواهب لمعشوقته العاب القوى.
*العميد الأسبق لكلية الرياضة بجامعة اليرموك